الاثنين، مارس 03، 2014

عن غواية الفن

بتاريخ 4:03 م بواسطة عمار بن طوبال



باسم الفن وبواسطته وبعيدا عنه قبل أن يتشكل الفن تجسيما ولوحات تذر ربحا وتستذر عيون المتذوقين وتستجلب اعجاباتهم بتموجات الجسد المرسوم ورقة ذوق الرسام وعينه الشاخصة حينا للوحة التي تنرسم وحينا للموديل الذي يتمدد أمامه عاريا أو موحيا بعري يغري اكثر من العري ذاته.
تشكلت، وكانت نظرتنا للفن محض اجتزاء يخل بالذوق المستسلم لشبقيته والذي يختصر الفن في امرأة غاوية تتعرى امام العاشقين والمحزونين واللاهين بطيش الحياة. كان الفن وكانت اللوحات التي صورت سحر الشرق وشبقيته الباذخة وأجساد نساءه الممتلئة عريا ورغبة في حمامات اسطنبول وبغداد والشام، وفي أزقة القصبة والجزائر وفاس، كان الفن عندنا امرأة تتعرى في لوحة صاخبة بالوان البهجة والحبور ، وكذلك مازال في مخيال العوام كما في تصورات نخب لم تتشكل إلا على مضض الإستجابة العيية لأسئلة الحداثة ونداءات التحديث الخالقة لشبق يتمطى أمام دهشة الاكتشاف المنصدم بهشاشة التقديس الذي عاش فيه وبه قرونا. وكان لنا في لحظات التحدثن لقاء مع الفن المنسحر بشرق مشرقن ومختصر في حكايا الحريم وتكايا الدروايش، ونظام العبيد الذي يقف أساسا لنظام إنتاج لا يتطور ولا يتحول.
استقبلنا كشرق، وكعرب ذلك الفن الذي يخبر عن زمن أروبي شديد التحول ومبهرا في تطوره وعلمانيته، كان فنا حاملا لعلمانية تهمل التقديس وتركنه في الهامش القصي من الوعي، علمانية لم نؤمن بها يوما وظلت، كما ظلت الحداثة وقيم العقلانية والتنوير، مجرد أوهام حداثوية نلجأ إليها تعبيرا عن نزق النفس الحائرة أو هربا من تضييق قيم تخنق فينا الرغبة في القول الناطق بقيم الحب والحرية والفردانية، كما تخنق فينا الفعل الذي يرى التحرر افتكاكا للجسد من نمطيته الثقافية التي يصبغ عليها المجتمع الستر والإخفاء الذي يعين بنمط لباس، هو للمرأة حجاب وللرجل قميص يتقاصر عند الساقين.
كان الفن للحالمين ملاذا ووجاء من صهد الشرق المنذور لخلاء الصحراء ودفئها الوهاج، وكان للمارقين التواقين لعتق الروح من أسر قيم هي كالخناق يشد النطاق، ملاذا وضياعا فيما يتيحه الفن للروح من امتلاء.

ردود على "عن غواية الفن"

أترك تعليقا

conter