الاثنين، مارس 03، 2014

البارود يلالي

بتاريخ 4:06 م بواسطة عمار بن طوبال



كان البارود في أعراسنا الريفية أكثر من بهرج وأكثر من تقليد يعلن عن الشهامة التي يحرص على إبرازها الشباب والشيب الأشد رجولة في المشتة وفي الدوار، ويظهرون من خلاله رجلة وفتوّة وفروسية محدثة بعد أن تم التخلي عن فرس الفارس كمرافق للمكحلة والبارود، رغم بقاء الأغاني الممجدة لذلك الالتحام بين الفارس الممتطي جواده وبندقيته وما تضفيه تلك الهالة من أسطورية على الفرسان:
فرسان القايلة هزوا المكاحل
ساروا فالليل اداو الزين وراحو
إنه ذلك كله وأكثر، وهو بشكل من الأشكال اعلان امتلاك وتعبير عن رغبة في القرب العلني الذي تكون الاعراس المناسبة الأفضل لربط الزواجات وللتعبير عن الحب بشكل لا يحرج المجتمع لأنه تعبير يتوسل بتقاليد المجتمع ويحترمها، حيث تدخل الراقصات الى الفرجة؛ الفرجة التي هي مساحة رجالية حصريا لا تفتح إلا للنساء المستورات الوجه والبدن، يدخلن يرقصن ويهيّجين الجمع وينسحبن، فقط تدخل نساء دار العريس مكشوفات الوجه فلهن حرمة اهل الدار مع الضيوف، وباقي المدعوات من بنات الأقارب وبنات الجيران يدخلن الفرجة وفوق الرأس خمار يتخذ من الأسود لونا في الغالب حتى لا يعرفن مع أنهن في الغالب يعرفن وتشي بهن حركاتهن ولباسهن، كما تشي النسوة المتوزوجات بالعازبات اللواتي يرقصن في الفرجة ويكن عرضة لضربات البارود من العزاب الراغبين في الزواج، فمن يعجبه رقص احداهن ليس عليه سوى الاقتراب منها وإعلان الرغبة فيها بطلقتي بارود ترد عليها إن هي وافقت بحركة رقص خاصة يعرف معناها الأكبرون سنا فترد على طلقة البارود أم الفتاة المختارة من خلف حدود الفرجة بزغروتة هي إعلان قبول ورضا وترحيب بالعريس الذي يتنافخ شرفا وعزة وقد أكسبه الرد الآتي من خلف الفرجة ثقة وغرورا وسعادة وهو ليؤكد عرضه ير د على القبول المبارك بطلقتي بارود أخريين، ليلمع بريق البارود في العيون المبتهجة من خلف الخمار الأسود الشفيف في قتامة تظهر ما خلفه ولا تظهر.
فالبارود في أعراسنا ليس فقد أداة للفرح وإضفاء نكهة رجولية على أعراس هي للنساء اكثر مما هي للرجال، إنما هو وسيلة امتلاك رجولي لنساء يعلنّ عن استعدادهن للخصب والبذل حين يدخلن الفرجة راقصات يلفهن الستر وتكشفهن الوشاية المحببة.

ردود على "البارود يلالي"

أترك تعليقا

conter