الخميس، مارس 21، 2013

مولات الحايك

بتاريخ 8:07 م بواسطة عمار بن طوبال



أحن للحايك. أحن للبياض يسير في الشارع فردا مفردا ومثنى وثلاث، يتمظهر للرائي كجمالية ثقافية، كإعلان عن هوية وعن انوثة لا تمنح نفسها إلا تلميحا من خلف بياض يلف تقاسيم البياض، أو جسدا خالطت بشرته حمرة الخمريات وفتنة الجميلات، وللجزائر تاريخ تنسجه الجميلات ليلا، وفي النهار يغطيه بياض الحايك.
في الأزقة الضيقة للقصبة ولقسنطينة، التي أبدعت سينما الأبيض والأسود في تصويرها، تسير الطفلة الملتفة بالحايك يحرسها محرم من صبية الدار، ملتفة في بياضها تضبط إيقاع الخطوة وتلفها بثقة الفاتنات وتدوزنها بتقارب الساقين وتمايل الخصر واهتزاز الردفين تحت البياض. يلف الحايك جسدا لا يرى، ومع ذلك فهو قادر على إشعال الخيالات وفك عنان الاشتهاء الذي تبثه العيون للعيون، حيث لا شيء يرى في مولات الحايك العازبة سوى سواد العيون وبعض خصلة شعر من الرأس العامر بكل الثرثرات وبكل هذر النساء حين يلتقين في الحمامات والأعراس يحكين عن تلك التي حين غابت عند آخر الزقاق مجللة ببياضها توهجت في الروح وفي قلوب العشاق وفي العيون الشاخصة.

ردود على "مولات الحايك"

أترك تعليقا

conter