الاثنين، يناير 26، 2015

هبل: صنم سنوات التحول

بتاريخ 12:08 ص بواسطة عمار بن طوبال



مقام الشهيد، رمز الشاذلية وصنيعتها، وملاذ الطبقات الجديدة من خلال محلاته الفخمة وقاعات السينما والكباريهات التي جذبت بشدة تلك الطبقات والفئات التي أرادت أن تجرب العيش في جزائر لم تعرف بعد الاستقلال إلا سنوات الشظف والتكشف التي فرضها بومدين، كان للشاذلي حلم ورغبة في أن تكون مرحلته مغايرة تماما لمرحلة سلفه العظيم، فهو نبي الانفتاح الجديد الذي فتح أمام الجزائريين آفاقا لم يتخيلوها ستفتح، فصار بإمكان المواطن البسيط أن يسافر إلى أوروبا بسهولة وأن تمتليء ثلاجته بالكيوي والبنان، بعد أن كان محروما من تلفاز ملون قبل ذلك، فقد أراد الشاذلي تفتيح عيون الجزائريين على العالم بعيدا عن أوهام الايدولوجيا، وتمكينهم من التمتع بالحياة وبذخها تحت شعار من أجل حياة أفضل في جزائر الثمانينات التي صارت بعيدة تماما عن جزائر السبعينات في مستوى المعيشة وطريقة التفكير، وحتى في طبيعة النظام السياسي، لهذا أراد الشاذلي أن يخلد عمق التحول الذي أحدثه في الذهنية الجزائرية عبد نصب تذكاري يكون رمزا للجزائر المتحولة التي لا تنكر الماضي لكنها تحوره ليكون خادما لرؤيتها وتصوراتها عن الحياة الجديدة، فكان مقام الشهيد الذي أعد تصميمه طلبة مدرسة الفنون الجميلة بالجزائر تحت إشراف الرسام بشير يلس، المقام الرمز الذي صار يصفه الجزائريون بسخرية لاذعة بعد أن أبانت الشاذلية عن خيباتها بهبل 
فهبل هو صنم سنوات الانفتاح الثمانيني وأحلام اللحاق باروبا، تلك الأحلام المجنونة التي سيطرت على عقول الجزائريين خلال سنوات الثمانينات بعد أن جعلت السلطة السياسية من تحققها أمرا ممكنا بشكل من الأشكال، فاسم مقام الشهيد الذي غالبا ما يتواري لصالح تسمية: رياض الفتح لا يبدو ذا صلة بالثورة بتاتا لأنه رمز مرحلة لاحقة هي مرحلة الجزائر الطالعة لتوها من سنوات التقشف الثوري التي فرضها بومدين، هوبل رمز سنوات الشاذلي انه رمز الانفتاح الاقتصادي وارتخاء القيم الأخلاقية في جزائر كان يعتقد ساستها الإصلاحيون في لحظة ما بأنه من الممكن إلحاقها سياسيا واقتصاديا بالعالم الرأسمالي، حيث الحرية ورغد العيش.

ردود على "هبل: صنم سنوات التحول"

أترك تعليقا

conter