الخميس، يناير 29، 2015

الأبوية كسعي لفرض قولبة اجتماعية

بتاريخ 11:03 م بواسطة عمار بن طوبال


تنشأ الأبوية كثقافة، ومن ثم كممارسة وسلوك اجتماعي وسياسي، من خلال سعي فرد من العائلة ( هو الأب غالبا) لإخضاع الجميع لقانونه/ رأيه الخاص، وهو نفس السعي الذي تقوم به الأنظمة الشمولية والديكثاثوريات على المستوى السياسي، مع امتداد فكرة الفرد لتشمل الجماعة/ العصبة المرتبطة من خلال تصور ايديولوجي / مصالح/ قرابة ... وكل ما يجعلها في خندق واحد إزاء المجتمع. يتمدد أكثر مفهوم الفرد ومفهوم الإخضاع بالنسبة للأنظمة التسطية ( كحالة النظام الجزائري )، حيث يصير الساعي إلى الإخضاع هو الجماعات ذات النفوذ والتي تتقاطع وتلتقي مصالحها على المستوى الأعلى، وتختلف وتتعارض على المستويات الدنيا، والتي تسعى لخلق قولبة إجتماعية هدفها الإخضاع ولكن بأدوات غير قمعية في الغالب كما في الأنظمة الديكثاثورية والشمولية، حيث تقوم تلك الجماعات النافذة والتي صارت تمتلك الدولة وتتحكم في مقدراتها الاقتصادية بشراء سكوت الأفراد والمجتمع عن الوضع الراهن من خلال عملية توزيع انتقائية للريع الذي تديره تلك الجماعات باسم الدولة، دون أن تنتظر أو تطلب من المجتمع الاقتناع والرضا بالوضع الراهن، فالهدف الأسمى والذي يضمن الاستمرارية لتلك الجماعات التي يصفها البعض نتيجة تداخل مصالحها الشديد وتراتبية علاقاتها بالعائلة، هو السلم الاجتماعي، أي إخماد الرفض الثوري للوضع الاجتماعي والسياسي الناتج عن هيمنة تلك الجماعات، التي يكون الكثير من النافذين فيها غير معروفين لعامة المواطنين، على الدولة، مع عمل أفراد تلك الجماعات المصلحية على إدارة التوترات الاجتماعية والسياسية موظفة شبكة علاقاتها المتغلغة في المجتمع، والتي أتاح لها الريع قوة تأثير رهيبة.

ردود على "الأبوية كسعي لفرض قولبة اجتماعية"

أترك تعليقا

conter