الاثنين، يونيو 26، 2017
الحرية الفردية في الاسلام
بتاريخ 11:13 م بواسطة عمار بن طوبال
يشجع
الإسلام، كنص وكممارسة، على الإمتثال الثقافي وعلى قبول السلطة ( سلطة ولي الأمر،
سلطة العلماء، سلطة الوالدين.... باختصار السلطة الأبوية). إنه كنسق قيمي يرتاب
أمام ما تنادي به الديموقراطية من قيم، وما تشجع عليه من سلوكيات سياسية، ويعتبر
القبول بالقيم الديموقراطية تهديدا لانسجامية الخطاب الإسلامي مع الواقع المعاش
للمسلمين، فالحرية الفردية التي تعتبر عمدة الديموقراطية توجد الكثير من النصوص
الدينية التي تقيدها، كما أن المسلمون يرون أنها قيمة جيدة، طالما أن هناك قيم
أعلى تؤطرها وتحدد مجالاتها وممكناتها، دون أن تكون هناك حدود واضحة ومقوننة يمكن
أن يحتكم إليها الجميع بشكل واضح، هذه الضبابية في القبول الحذر بقيم الحرية
الفردية يجعلها مقبولة على مستوى الخطاب ومصادرة على مستوى الفعل، أو مهددة بالمصادرة بمجرد
اقترابها مما يراه المجتمع، ويبرره الدين، ممنوعا وخارجا عن العرف. فالطفل المسلم
غالبا ما يتم تقلينه في المدرسة: أن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين؛ مقولة
ضبابية ومراوغة بشكل كبير، إنها حصان طروادة لمصادرة حرية البعض دفاعا عن حرية
البعض الآخر في ظل مجتمع يسيّر شؤونه بالعرف المستند على قيم أخلاقية، وعبر ثقافة تحتكم
للعرف والمشافهة، وتستند على السلطة الأبوية التي تتمظهر بشكل متعالي على قيم
الأفراد وتصوراتهم، وهي ثقافة مرنة، تتيح إمكانيات المراوغة ضمن مجال محدد سلفا
وبدقة، ثقافة تجعل المقبول موضوع نقاش والمرفوض موضوع مفاوضة، وذلك في ظل مجتمع يعيش
في ضمن فراغ قانوني رهيب فيما يخص الحريات الفردية المتروكة لحكم اللحظة، وللمزاج
العام للجماعة التي ترتخي قيمها القامعة للحريات الفردية في ظروف معينة خاصة في
حالات الرخاء الاقتصادي، وتتشدد في حالات أخرى إلى درجة التقييد الصارم لتلك
الحريات، فعبارة حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، التي تلقن للأفراد عبر
مختلف وسائل التنشئة الاجتماعية: المدرسة والأسرة ووسائل الإعلام، غالبا ما تكون
مرفقة بالتأكيد على قيم أخلاقية ودينية يكون تجاوزها اعتداء على حرية الآخرين، أي
المجتمع الذي يظل الحارس، دائم التيقظ، لقيمه من عبث الأفراد ومن نزوعهم إلى
التمرد على تلك القيم ورفضها أو التشكيك في نجاعتها وصلاحها للعصر، فهذه المقولة
تعبر بوضوح عن التأرجح والارتياب الذي يبديه الأفراد والمجتمعات المسلمة في القبول
بمبدأ الحرية الفردية، وما يترتب عنها من سلوك وممارسات ومن تقبل إيديولوجيات
وأفكار تتهم غالبا بأنها وافدة وغريبة عن القيم الأصيلة للمجتمع. يزداد هذا
الارتياب الذي يدفع إلى التضييق على تلك الحرية حين يكون الفرد المعنى بها امرأة،
فالمرأة في مخيال الفرد والمجتمع المسلم، حتى وإن لم يصرح بذلك، غير معنية بالحرية
الفردية إلا في نطاق ضيق للغاية، ويزداد ضيقا من مجتمع إلى آخر.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
2 تعليق على "الحرية الفردية في الاسلام"
هل تبحث عن وظيفة جديدة في المدرسة؟ ربما حان الوقت لتغيير مهنة، أو كنت في حاجة الى تحديات جديدة، والمزيد من المال أو ترغب فقط في مواصلة حياتك المهنية. أيا كان السبب، كنت قد قررت الغوص مرة أخرى إلى عالم رائع من البحث عن وظيفة. ولكن المشكلة هي أنك لم تبحث عن وظيفة جديدة منذ سنوات. أنت تعرف أن لديك لتحديث نموذج cover letter
والبدء في البحث عن وظيفة.
غريب امر صاحب المقال ولكن من خلال كلامه يبدو أنه ينتمي لواحدة من الفئتين إما أنه غير مسلم، أو أنه مسلم لا يمتلك من إسلامه غير الاسم، الحرية التي تتحدث عنها هي الشعارات الفارغة التي زرعها الغربيون الملاحدة في عقول المسلمين وغيرهم ممن يتمسكون بهوياتهم للاسف، اعلم جيدا أن الغرب الذي يتبجح بالحريات هو أول من يمارس القمع والاسلام بعيد كل البعد عن التعدي على حرية الفرد مسلما كان او غير مسلم، وحرية المرأة مكفولة في دين الاسلام بل انها لم تتحرر إلا بعد مجئء الاسلام، أنت تخلط بين العرف والتقاليد وبين مبادئ الدين الاسلامي السمحة التي تحفظ كيان الفرد والمجتمع وتكفل للانسان العيش الكريم في ظل القيم الاسلامية المتحضرة، فالعيب في المسلمين الذين تخلوا عن دينهم الحق ولم يأخذوا منه سوى ما يخدم مصالحهم ان كان في السياسة أوفي غيرها من مجالات الحياة، والدين هنا بريء منهم.
أترك تعليقا