الاثنين، يونيو 26، 2017

مصطلحات جزائرية: البراني

بتاريخ 11:16 م بواسطة عمار بن طوبال



 البراني في مخيالنا الجمعي هو دائما مجال للتطير والارتياب، إنه ذلك الذي لا يؤتمن جانبه لأنه مجهول وغريب، إنه الوافد الذي نضطر لمعايشته لكن نهمشه في الوقت نفسه، ونحصره في الزوايا الضيقة، إلى أن يثبت فعلا أنه "ولد عايلة"، لهذا يشعر البراني في المدينة والحي الذي يقطنه أو يعمل فيه، وفي المناطق التي تسود فيه الذهبية القبلية أنه مرفوض وأنه عاجز عن بناء علاقات سوية مع أهل المدينة الذين يتعاملون معه بتحفظ دائما ويحصرون معاملاتهم معه في الضروريات التي تفرضها المصلحة، إنهم يتجنبون المعاملات المالية والعلاقات الاجتماعية العميقة، خاصة بالنسبة لذلك البراني المفرد الذي يأتي تاركا اهله وعائلته في بلاد بعيدة، وهذا ما يعمق مجهولته وبالتالي يرفع حدة التطير منه، لهذا غالبا ما يجد البراني نفسه محروما من بناء علاقات صداقة متينة مع اهل المدينة نتيجة قوة الإحساس بالرفض، هذا ما يجعل البرانية داخل أية مدينة، يتجهون إلى التكتل فيما بينهم، إنهم يتعاملون مع بعضهم، يتصاحبون، ويتعاونون على المدينة وأهلها، التي تظل علاقتهم بها متشنجة؛ فبمقدار ما تمثل لهم فرصة تحقيق الذات، تشكل عبئا نفسيا كبيرا عليهم لأنهم يظلون على هامشها، خاصة وهم يواجهون بكم هائل من العبارات العنصرية التي يواجههم بها أهل المدينة كلما كان الموقف متوترا ومتشنجا: " كابتك ولايتك، البوبلاد، الزوفري، باع البحاير وجاء للدزاير" وهي الصفات التي تجعل البراني دائما على أهبة الرحيل لأن الشعور النفسي بالرفض الذي يجابه به يظل مؤثرا على نفسيته. إن رفض البراني مهما كان اصله وعرقه، متمكن في النفسية الجزائرية، وهو رفض يشمل القريب ويمتد ويتسع للأبعد فالأبعد. ويزداد حدة كلما نمى شعور ما بالتهديد والخطر الذي قد يجلبه هؤلاء البرانية.

ردود على "مصطلحات جزائرية: البراني"

أترك تعليقا

conter