السبت، مارس 28، 2009

عن الشابي في مئويته

بتاريخ 6:29 م بواسطة عمار بن طوبال


وكأنه كان يدرك أن العمر لن يمهله وقتا كافيا ليقول كلمته ويمضي لهذا تسارعت نبضات الإبداع لديه، في عمر باكر أينعت وريقات الشجن بداخله فاستدعى المحبرة، كما يستدعي الحياة عبر الكلمات. كان الشابي استثناءا فريدا في المتن الشعري العربي
استثناء عبر تلك الغنائية الحزينة والمتشائمة التي نستشفها عبر كلماته، واستثناء بالنسبة لعمر الإبداع العربي الذي يحيل على الكهولة لدى غالبية المبدعين العرب
لكن الشابي في وهج الشباب قال وكتب وأبدع ورحل وترك بصمة لا تمحي وأثرا لا يزول، حين نستعديه في ذكراه كما نفعل مع بعض الذين رحلوا، نتذكر في لحظة انه لم يرحل، انه ساكن في عمق الشعرية العربية الحديثة كعلم بارز وكمثال يحتدا وكصوت يهمس بداخلنا يحرضنا على عشق الحياة واقتراف الإبداع، وتجريب المغامرة والسفر نحو الأراضي القصية في جسد القصيدة العربية المثخن بانكسارات الماضي والحاضر والمثقل بوهج الحضور البهي الذي لا ينتهي، لأن الشعر شيء من الحياة، والحياة شيء من النفس الذي لم يزل شاهقا فينا يدعونا لاقتراف مزيد من الشعر ومزيد من الإبداع في الحياة ولأجل الحياة، كما ظل يفعل الشابي إلى آخر نفس وهو يغني الحياة، والحرية المرتجاة:

إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر

وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر

وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر

فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر

كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر

ردود على "عن الشابي في مئويته"

أترك تعليقا

conter