الجمعة، ديسمبر 27، 2013

أغنية محمد الزاني

بتاريخ 10:32 م بواسطة عمار بن طوبال


هي اغنية عتيقة، نسائية الروح والكلمات، مغرقة في تحسرها على الحبيب الذي خان بعد أن نال من محبوبته ما أراد. كانت ولوقت قريب ترددها النسوة بالأعراس، هنا بمنطقة جيجل، وإن كان ترديدها يقتصر غالبا على سهرات دار العروس، وكأنها نوع من التوديع النسائي لحياة العزوبية بما فيها من أخطاء وهفوات ومن عشق مباح ومستباح، وكتحية إخلاص للحب االذي كان صادقا رغم أنه لم يكن في مستوى تطلعات فتاة ريفية، بسيطة الوعي، تربط الحب بالزواج بشكل تلقائي.
في الأغنية تحسر على غدر الحبيب، وعتاب شديد لا كره فيه لذلك العاشق الغادر، بل، ورغم مرارة ما آلت إليه حال تلك الفتاة العاشقة المفطورة القلب والمخدوعة في شرفها، فإنها تظل تؤكد على حفظ الود، وصيانة الذكرى من النسيان، وكأن تلك اللحظات التي عاشتها في حضن الحبيب، هي أثمن وأعمق ما عاشته في حياتها، لهذا فهي حين تكرر تاكيدها على حفظ الود والحب، وكأنها تؤكد على وجوب حفظ دكرى الحب لا ذكرى الحبيب، لأن الحبيب المخادع الموصوف في الاغنية " بالجنش " لا يستحق كل ذلك الحب وكل ذلك الوفاء، وكأنه، في هذه الأغنية، أي العاشق، مجرد تعلة، ومجرد وسيلة لعيش تلك الحالة من العشق والافتتان والاستسلام لشهوة الكشف وشبق الاكتشاف والإنكشاف روحا وجسدا في حضرة المحبوب، رغم خطورة ما ينجم عن هكذا علاقة مجرمة اجتماعيا.

لاشْ أَمحمدْ أَمحمَّد لاش أَمحمد الزّاني 
تْوسَّد دْرْع مرْتو والدَّاه النُّوم وخلاَّني 
عْويناتو عْويناتوُ عوينات الحنش في الليل 
كِنتفَكر أَمحمد الدَّمعة في الفراش تْسيل
عويناتوُ عويناتوُ عوينات الحنْش في الماء 
وْكِنتفَكر مْحمد الدَّمعة تَسْبق الكلمة 
أو و الله ما نْسيتك يا خْليلي غير إيلا برْدت الكَلْمة 
ضربوُني وجَرحوني وْسال الدَّم علَّخراضْ
ضربوني عذراعي وْزادولي عْللْخمَّاس 
لاش أَمحمد أمحمد لاش أمحمد الزَّاني 
توَسَّد درع مرتو والدَّاه النُّوم وخلاني 
زافْ الريح زافْ الريح والريحْ خَلخَل فْوادي 
و الله ما نسيتكْ يا خْليلي ولو نْعود بولادي 
زاف الريح زاف الريحْ، والريح خلخل الجوزة 
و الله ما نسيتك يا خليلي حتى نعود عْجُوزة
ضربوني وجَرحوني وحتى سالو عيْنياَّ
و الله ما نسيتك يا خْليلي حتى يبرْدو رجليا
لاش أَحْنيش لاشْ أحْنيشْ تزَفر عليَّا
وأنا صاحبي مْحمد وحماتي يهوديَّة
لاش أمحمد محمد لاش أمحمد الزاني 
توسد درع مرتو والداه النوُّم وخَلاني 
لاش أمحمد أمحمد لاش امحمد يا الطَّحانْ
فَموُّ يهدر مْعايا وقلبو مع المْرة في الداَّرْ
الدَّردوس والدَّردوس عدا على الغابة 
و كنتفكر خليلي والدمعة سرابا

ردود على "أغنية محمد الزاني"

أترك تعليقا

conter