الثلاثاء، سبتمبر 01، 2009
الاتحادات التدوينية والسلطة السياسية
بتاريخ 2:10 ص بواسطة عمار بن طوبال
تسمية الاتحادات التدوينية شكلية وهي على شاكلة كل الاتحادات والتعاضديات وما إلى ذلك من التنظيمات الداعية للقولبة والمستمدة من النظام الاشتراكي الزائل والذي ترك آثاره عندنا ورحل، هي على شاكلة اتحادات الكتاب واتحادات الفلاحين واتحادات النساء وما إلى ذلك،الفرق، أن اتحادات المدونين هي اتحادات هلامية وافتراضية والأشخاص المنتمون إليها غالبا غير معروفين بأسمائهم الحقيقية كما أن الانخراط فيها غير ملزم بتاتا.
التسمية شكلية والتنظيم أيضا، فأن يجتمع عشرة مدونين جزائريين ويقرروا تأسيس اتحاد تدوين جزائري متجاهلين آلاف المدونين الجزائريين الذين يعتقدون يقينا أن التدوين عمل فردي لا جماعي، وهو مبني على أساس الحرية والالتزام الفردي، بمعنى أن العملية التدوينية تنوجد كرغبة لدى الأفراد المسكونين بالرغبة في "وجع الراس"، فالتدوين هو واحد من المجهودات التي نبدلها دون أن نحصل مقابلها على أجر.
أكيد سوف يطلق هؤلاء المدونين العشرة على تنظيمهم اسم: اتحاد المدونين
الجزائريين، وهؤلاء الذين يبادرون بتأسيس مثل هذه الاتحادات هم في الغالب أناس متسللون، يحبون التمظهر ويجيدون الاستيلاء على نجاحات الآخرين بالوصاية المعنوية عليهم مع أن هذه الوصاية هشة وغير ملزمة لكلا الطرفين سواء للمدونين غير المنخرطين أو لأعضاء الإتحاد.
والنتيجة أن أعضاء الاتحاد سوف يتفاوضون، لاحقا، وفي ظروف معينة مع هيئات غير تدوينية بغية تسويق دعم هش لهم، على أساس أنهم ممثلون لكتلة واسعة من " أصحاب الرأي"، وتكون هذه الجهة غير التدوينية غالبا هي السلطة ممثلة بإحدى مؤسساتها. رغم علم هذه الجهة / السلطة بلا تمثيلية الاتحاد للمدونين، غير أنها غالبا توافق على الدخول في اللعبة لأنها تهتم بالشكليات ولا يهمها من الاتحاد ومن كل المدونين مجتمعين سوى خبر في جريدة، أو برقية توردها وكالة الأنباء الرسمية عن دعم المدونين للمشروع الفلاني أو للشخص الفلاني، فالخارجين عن مجال التدوين لا يعرفون شيئا عن تمثيلية الاتحاد للمدونين وبالتالي فهم مستعدون بسبب جهلهم لواقع الحال لتصديق الخبر، والاقتناع بأن المدونين قد عبروا من خلال اتحادهم عن دعم أو رفض، وهي نقطة تحسب للحاصل على الدعم، صحيح أنها نقطة هشة ولكنها تساهم في حشد الدعم الذي تقدمه الأحزاب والجمعيات التي لا تمثل سوى المنتسبين إليها لسلطة فاقدة هي الأخرى لتمثيل شعبي حقيقي.
والنتيجة: سوف تحصل السلطة على نقطة إضافية وعلى تطبيل شبه مجاني أما أعضاء الاتحاد التدويني فقد يحصلون على بعض الامتيازات، أقلها أو أكثرها السماح لهم بنشر بعض خربشاتهم بجرائد حكومية، وطبع بعض ما يكتبون على نفقة الجهة الحاصلة على الدعم والتأييد، بمقابل إبقاء الباب مفتوحا لتسخير أعضاء الاتحاد التدويني – في حالة احتاجت السلطة لهم - للتشويش على أصوات المدونين المشاكسين الذي لا يعجبهم العجب ويرفضون التسليم للسلطة بما تقرره.
في حالة وقوع هذا اتفاق فعلي أو ضمني بين اتحاد مدونين وبين جهة معينة في السلطة وتصدي الاتحاد للقيام بحملة تطبيل لصالح خيارات السلطة سيجد المدونون الآخرون الذين يدركون أن الاتحاد لا يمثلهم، أنفسهم مجبرين على التدخل ورفض هذا الانحراف، رغم أنهم في حالات معينة غير معنيين بأمر الاتحاد بصفة مباشرة ( حينما يوقع الاتحاد عرائض المساندة باسم الاتحاد فقط، وليس باسم كل المدونين كما حدث مع النادي الجزائري للتدوين في الانتخابات الرئاسية الماضية) وتدخل هؤلاء المدونين سيكون رافضا لنقطتين:
الأولى: أن لا يتحدث الاتحاد باسمهم.
الثانية: سيدافعون عن حرية التعبير واستقلالية التدوين بصفة عامة ويرفضون الدخول في تفاوض مع السلطة تكون نتيجته التنازل عن شرط التدوين الأساسي وهو الحرية.
التسمية شكلية والتنظيم أيضا، فأن يجتمع عشرة مدونين جزائريين ويقرروا تأسيس اتحاد تدوين جزائري متجاهلين آلاف المدونين الجزائريين الذين يعتقدون يقينا أن التدوين عمل فردي لا جماعي، وهو مبني على أساس الحرية والالتزام الفردي، بمعنى أن العملية التدوينية تنوجد كرغبة لدى الأفراد المسكونين بالرغبة في "وجع الراس"، فالتدوين هو واحد من المجهودات التي نبدلها دون أن نحصل مقابلها على أجر.
أكيد سوف يطلق هؤلاء المدونين العشرة على تنظيمهم اسم: اتحاد المدونين
الجزائريين، وهؤلاء الذين يبادرون بتأسيس مثل هذه الاتحادات هم في الغالب أناس متسللون، يحبون التمظهر ويجيدون الاستيلاء على نجاحات الآخرين بالوصاية المعنوية عليهم مع أن هذه الوصاية هشة وغير ملزمة لكلا الطرفين سواء للمدونين غير المنخرطين أو لأعضاء الإتحاد.
والنتيجة أن أعضاء الاتحاد سوف يتفاوضون، لاحقا، وفي ظروف معينة مع هيئات غير تدوينية بغية تسويق دعم هش لهم، على أساس أنهم ممثلون لكتلة واسعة من " أصحاب الرأي"، وتكون هذه الجهة غير التدوينية غالبا هي السلطة ممثلة بإحدى مؤسساتها. رغم علم هذه الجهة / السلطة بلا تمثيلية الاتحاد للمدونين، غير أنها غالبا توافق على الدخول في اللعبة لأنها تهتم بالشكليات ولا يهمها من الاتحاد ومن كل المدونين مجتمعين سوى خبر في جريدة، أو برقية توردها وكالة الأنباء الرسمية عن دعم المدونين للمشروع الفلاني أو للشخص الفلاني، فالخارجين عن مجال التدوين لا يعرفون شيئا عن تمثيلية الاتحاد للمدونين وبالتالي فهم مستعدون بسبب جهلهم لواقع الحال لتصديق الخبر، والاقتناع بأن المدونين قد عبروا من خلال اتحادهم عن دعم أو رفض، وهي نقطة تحسب للحاصل على الدعم، صحيح أنها نقطة هشة ولكنها تساهم في حشد الدعم الذي تقدمه الأحزاب والجمعيات التي لا تمثل سوى المنتسبين إليها لسلطة فاقدة هي الأخرى لتمثيل شعبي حقيقي.
والنتيجة: سوف تحصل السلطة على نقطة إضافية وعلى تطبيل شبه مجاني أما أعضاء الاتحاد التدويني فقد يحصلون على بعض الامتيازات، أقلها أو أكثرها السماح لهم بنشر بعض خربشاتهم بجرائد حكومية، وطبع بعض ما يكتبون على نفقة الجهة الحاصلة على الدعم والتأييد، بمقابل إبقاء الباب مفتوحا لتسخير أعضاء الاتحاد التدويني – في حالة احتاجت السلطة لهم - للتشويش على أصوات المدونين المشاكسين الذي لا يعجبهم العجب ويرفضون التسليم للسلطة بما تقرره.
في حالة وقوع هذا اتفاق فعلي أو ضمني بين اتحاد مدونين وبين جهة معينة في السلطة وتصدي الاتحاد للقيام بحملة تطبيل لصالح خيارات السلطة سيجد المدونون الآخرون الذين يدركون أن الاتحاد لا يمثلهم، أنفسهم مجبرين على التدخل ورفض هذا الانحراف، رغم أنهم في حالات معينة غير معنيين بأمر الاتحاد بصفة مباشرة ( حينما يوقع الاتحاد عرائض المساندة باسم الاتحاد فقط، وليس باسم كل المدونين كما حدث مع النادي الجزائري للتدوين في الانتخابات الرئاسية الماضية) وتدخل هؤلاء المدونين سيكون رافضا لنقطتين:
الأولى: أن لا يتحدث الاتحاد باسمهم.
الثانية: سيدافعون عن حرية التعبير واستقلالية التدوين بصفة عامة ويرفضون الدخول في تفاوض مع السلطة تكون نتيجته التنازل عن شرط التدوين الأساسي وهو الحرية.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
2 تعليق على "الاتحادات التدوينية والسلطة السياسية"
صدقت يا صديقي و وفقت بشكل رائع في تشريح هذه الفئة المارقة من البشر والتي نجد مثلها في جميع المجالات الابداعية الفردية كالكتابة وال الاختراع وووو... الكثير لذلك أنا أرفض فكرة هذه التنظيمات لأنها من السهل جدا اختراقها وتحوير توجهاتها وقد ضربت مثالا على ذلك
أفضل بدلا من ذلك لقاءات بين المدونين لقاءات حميمية لتعزيز العلاقات والتعرف على الآخر وتبادل الخبرات ولكن وصاية وتدخل و تقنين فأنا أرفضه ...
تحياتي الكبيرة لك أخي مدونتك أعجبتني كثيرا وتعرفت عليها من خلال تعليقك على أحد مواضيعي
يالتوفيق إنشاء الله
خالد ميمون
اي تنظيم يكون عرضة او هدفا لاختراق من طرف جهات معينة، لها مصلحة في تسخير التنظيم لخدمة اهدافها
هذا الامر يحدث مع التنظيمات التدوينية واتحادات الكتاب والصحفيين وغيرها من تنظيمات اصحاب الرأي
قد يكون هناك مبرر لوجود اتحاد للكتاب وللصحفيين والمترجمين ولباقي الفروع المعرفية التي يشتغل عليها اصحاب الراي
ولكن بالنسبة للتدوين اعتقد ان فكرة وفلسفة التدوين
تنفر من التقولب داخل تنظيم يسعى لفرض عيمنة معينة على الجميع وتوجيه بقية المدونين نحو الكتابة بشكل يرضي جهات معينة
شكرا صديقي
أترك تعليقا