السبت، سبتمبر 05، 2009
الشفهي أو ما قبل المكتوب
بتاريخ 3:17 ص بواسطة عمار بن طوبال
يمثل الشفهي بداهة القول والفكرة، هو استجابة لما هو آني بانفعالية في الغالب وحماسة حين يتطلب الأمر ذلك، هو نحن بعيدا عن تعقيدات النظري والتجريدي الذي يتكأ على المكتوب، أي نحن في ملامستها للواقع في أشكاله الأكثر بساطة والأكثر تفاعلية وحميمية، ميزة المشافهة هي تلك التفاعلية المباشرة التي يفتقدها المكتوب أو بعبارة اصح لا يرقى لمستواها.التفاعلية تعني سرعة الاستجابة وقدرة الإنسان على التعبير عن انفعالاته ورغباته ومطامحه ورؤاه بحرية ودون خوف من رقيب أو محاسب، في لغتنا المتداولة شفاهة نسمح لأنفسنا بالنقد بشكل جدري لأن المشافهة تتيح لنا أن نكون أكثر صدقا مع ذواتنا، فالشفهي يقول ما نحسه اللحظة دون استحضار الماضي في تعقيداته، الماضي الذي يؤرق المكتوب ويجره للاشتغال عليه سواء بتقبله كما هو أو بنقده بغية التخلص من سطوته التي تهمين على كل مشروع فكري يلامس الكتابة أو يشتغل عليها.قدرة المكتوب حين يكون صاحبه مثقفا جمعيا تتجلى في استنطاق الشفهي واستحضاره في لحظة استجابة لشروط انوجاد المكتوب التي تعني أكثر ما تعني القدرة على التأمل والنقد العميق الذي يتجاوز الأفكار الجاهزة والمغلوطة المزروعة فينا والآتية من الماضي، الماضي الذي لم نساهم نحن في صناعته، ولكنه يظل قادرا على التحكم فينا بشكل ناعم لا نحس وطأته علينا ولا نكتشف استراتجياته في توجيه تجليات الفكر النخبوي أي مشروع الثقافة النخبوية العالمة التي تتكأ على المكتوب، سوى عن طريق عملية النقدحرية الشفهي في مقابل رقابة المكتوب سواء الذاتية أو الموضوعية التي تفرضها مؤسسات معينة . هو المزح أو التوليف الذي يبتغيه المثقف الجمعي في مشروعه الفكري الذي يسعى لخلق يوتوبيات جماعية تستنهض الجماهيري / الشفهي، والنخبوي/ المكتوب في سعيه إلى بلورة مشروع مجتمعي يكون فكري يتكأ على المكتوب يكون المثقف الجمعي قائده وصانع رؤاه البعيدة التي تروم المستقبل بنقد الماضي في صياغة نظرية هي استجابة لتحديات اللحظة التاريخية في اتصالها وانفصالها مع ماضيها
الشفهي مرجع، والمكتوب مشروع ثقافي وحضاري، حين يتسم بالعمق الضروري لنجاح اليوتيوبيات الجماعية يكون قادرا على استلهام الشفهي ليس بغية الاستسلام له ولبساطته وانفعاليته المفرطة، وإنما بغية تجاوزه عن طريق إقامة قطيعة معرفية هي ضرورية جدا لبلوغ إي مشروع فكري مداه المرجو
إذن فالعلاقة تكاملية وهذا التكامل يكون ممكنا فقط حين يوجد المثقف الجمعي القادر على إدراك هذه العلاقة التكاملية والاشتغال عليها بعمق بعيدا عن النرجسية المفرطة التي تعزل الثقافة النخبوية في جزر بعيدة عن العوام وثقافتهم الشفهية المكتفية بحيوية اليومي وهمومه.
الشفهي مرجع، والمكتوب مشروع ثقافي وحضاري، حين يتسم بالعمق الضروري لنجاح اليوتيوبيات الجماعية يكون قادرا على استلهام الشفهي ليس بغية الاستسلام له ولبساطته وانفعاليته المفرطة، وإنما بغية تجاوزه عن طريق إقامة قطيعة معرفية هي ضرورية جدا لبلوغ إي مشروع فكري مداه المرجو
إذن فالعلاقة تكاملية وهذا التكامل يكون ممكنا فقط حين يوجد المثقف الجمعي القادر على إدراك هذه العلاقة التكاملية والاشتغال عليها بعمق بعيدا عن النرجسية المفرطة التي تعزل الثقافة النخبوية في جزر بعيدة عن العوام وثقافتهم الشفهية المكتفية بحيوية اليومي وهمومه.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
2 تعليق على "الشفهي أو ما قبل المكتوب"
السلام عليكم ...
حسنا ربما من النظري جدا أن نقول أن هناك تكاملا بين المكتوب و الشفهي أو النخبوي و العامي خاصة في مجتمعاتنا العربية ، ذلك ﻷن اللغة المحكية واقعيا تختلف بشدة عن لغة اﻹبداع و هذا في اعتقادي ما يزيد من الهوة بين المكتوب و الشفهي ﻷن أيا منهما لا يسمح لنفسه بأن يتماهى في اﻵخر أن يتنقل إلى الحلول في نمطه أحيانا ..و ربما نلاحظ ذلك جليا في الجزائر مثلا ..أين هي الثقافة المكتوبة من الناس الذين نلتقيهم في الشارع أو المناسبات أو في اي مكان لقد حبس المكتوب نفسه بين الحروف و حبس الشفهي نفسه بين اﻷلسن و أمامنا وقت طويل لنجمع بينهما ..
شكرا لك على هذا الطرح المنطقي منطقيا فقط ..
رايي/الجزائر
رايي
هو طرح منطقي
لكني اراه واقعي ايضا
فحين اقول ان الشفهي مرجع للمكتوب فهذا امر منطقي
يلتقي بالواقع
على المستوى النخبوي وفي المجال الابداعي تحديدا هناك الكثير من الكتابات تشتغل على اليومي
هناك فرع معرفي ( يسمى هكذا مجازا ) هو اليومولوجيا
هو الاشتغال على الثقافة الشفهية وعلى الهموم اليومية البسيطة التي لم تكن تستدعي الاهتمام النخبوي سابقا
فالفصل الذي تم في الثقافة العربية بين الخاصة والعامة على المستوى المعرفي هو فصل حاد جعل كل طرف يسبح في واد ولا يلتقي مع الطرف الآخر الا نادرا
ولكن على المستوى الابداعي والفني وحتى على المستوى الفكري ايضا هناك محاولات التقاء ناجحة
حين نقرأ ما كتبه بوعلي ياسين في الثالوث المحرم
وفي تحليله للنكت الخارجة
وحين نقرأ ما يكتبه وطار وبوجردة ونجيب محفوظ وميشال الضعيف
وحين نقرأ اشعار ابو بكر زمال وبيرم التونسي وقصائد احمد فؤاد نجم
سنجد ذلك الاتقاء الذي تخدثت عنه بين الشفهي والمكتوب
فهو لقاء واقعي ومنطقي كما تفضلت بالقول
تثبلي مروري وتحياتي الخالصة
أترك تعليقا