السبت، أبريل 20، 2013
عن الرغبة والشغف
بتاريخ 10:13 م بواسطة عمار بن طوبال
" ما كان مجرد نزوة عابرة ورغبة في تحصيل متعة حسية قد تحول، وبسبب منافسة طرف ثان، إلى رغبة جارفة وشغف استحواذي كانت نتيجته زواج ثم طلاق بعد أقل من ثلاثة أشهر ".
كانت هذه خلاصة الحكاية التي يرويها سمير عن سر إقدامه على تطليق زوجته نتيجة شعوره بانتفاء رغبته فيها بشكل تام بعد أن صارت ملكا له. كان سمير بارعا في تحليل المشاعر والرغبات التي تقف خلف، وفي عمق، التصرفات والقرارات الاكثر أهمية في حياتنا.
وهو يتكلم بإسهاب عن تجربته كنت استحضر بعض ما قرأته عند رينيه جيرار عن مثلث الرغبة ودور الوسيط في تأجيج الرغبة. فنحن غالبا ما لا نكتشف رغباتنا من تلقاء أنفسنا، إنما نحتاج إلى مهماز ينبهنا إليها، وذلك المهماز غالبا ما يكون منافسا لنا على تلك الرغبة / الغرض.
يقول رينيه جيرار: " نظن أننا أحرار ومستقلون في خياراتنا، سواء
في اختيار ربطة عنق أو امرأة. إنه وهم رومانسي! والحقيقة أننا لا نختار سوى أغراض سبق أن رغب فيها غيرنا. فرغباتنا، وفق التحليل الجيراري، غالبا ما تكون ثمرة " الغرور العام " الذي تغذيه مشاعر مثل الحسد والغيرة والكراهية العاجزة.
والرغبة وفق جيرار دائما، تتضاعف حين تكون مشتركة، سواء كانت رغتنا في الفوز بامرأة ام رغبتنا في النجاح في امتحان ما، فالأمر يخضع لنفس المنطق ويصدر عن نفس المشاعر الدفينة التي نعجز غالبا عن تبريرها.
هذه الفلسفة الرغبوية القائمة على دور محوري للوسيط المحفز، نعثر عليها لدى عدد كبير من الروائيين كمارسيل بروست وستاندال ودوستويفسكي، نعثر عليها ايضا عند تينسي ويليامز في مسرحيته " عربة اسمها الرغبة " التي استوحي منها علي بدرخان فيلمه " الرغبة " والذي يعد أصدق تمثيل في السينما العربية لمثلث الرغبة الجيراري.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
3 تعليق على "عن الرغبة والشغف"
ارها رغبه حيوانيه لا صله لها بالعقل ولا القلب ، وعندما نلتقي بتلك الانفس ونقبل بالتواصل لا يحق لنا عتاب انفسنا بعدها
تحياتي لسمك .
انه أمر حقيقي
ولكن ماذا اذا ادركه وعينا
هل يمكننا التحرر
هل يمكننا ان نكون اصحاب قرارنا
هل يمكن ان نكون فعل لا ردة فعل
حتي ولو بنسبة غير متلقة
اشكرك
سمراء
انت حر في إيمانك بالله وكفرك به و فقط.
أما قضاء الله فسار فيك شئت أم ابيت.
أترك تعليقا