الاثنين، أغسطس 10، 2009
المدون والمثقف
بتاريخ 1:58 ص بواسطة عمار بن طوبال
لا أرى أن كل مدون هو كاتب أو مفكر، هناك الكثير من الكتاب لهم مدونات وهم كتاب معروفين، سواء على المستوى الأدبي أو الأكاديمي ولكن انطلاقا من ماهية التدوين ومن فكرة المدونة القائمة أساس التفاعل لا يمكن اعتبارهم مدونين رغم ان لهم مدونات.
لماذا؟
لأن المدونة بالنسبة لهم هي مجرد مكان للنشر بعيدا عن أي تفاعل مع باقي المدونين ( القراء ) والمدونة حين تفقد تفاعليتها تفقد جزء كبيرا من ماهيتها لهذا فالمواظبة على التدوين عمل مضني ومتعب للغاية مع أن المدون الذي يجتهد في تحديث مدونته بشكل شبه يومي لا يحمل صفة كاتب أو مفكر أو غير ذلك من الصفات والأسماء التي يسعى خلفها من يتعاطون الكتابة عبر الوسائل التقليدية ( صحف، مجلات، كتب)
إذن من هو المدون؟
انه إنسان يكتب مع انه ليس بكاتب إنسان يشارك في معارك فكرية وسياسية مع انه ليس بسياسي ولا بمفكر، هو فقط وعن طريق مدونته صار قادر ا على إيصال رأيه لفئة واسعة من الناس، وفي الوقت نفسه صار قادرا على أن يجعل من رأيه موضع قبول أو رفض دون أن يدعي انه قادر على التأثير في الآخرين أو المساهمة الفعالة في صناعة رأي عام رغم أن نسبة كبيرة من المدونين مسكنون بوهم التأثير في مجريات الأمور ( من خلال الحملات التدوينية حول قضايا عامة ) وحريصون على إظهار مدى قدرتهم على إبداء الرأي في كل ما يتعلق بالحياة العامة.
المدون قد يكون إنسانا مثقفا كما قد يكون إنسانا متعلما لا غير، وإذا حددنا صفة المثقف بذلك الإنسان الذي يحشر انفه في الشأن العام، نقول بأن المدون مثقف بشكل ما ، ولكن هل صفة المثقف تجعل منه كاتبا أو مفكرا؟، ليس بالضرورة ونحن نعيش لحظة احتضار الكلمات والمفاهيم القديمة، لأن صفة المثقف لم تعد تحيل بالضرورة على الكتابة رغم أنها ( وقبل زمن الفضائيات والانثرنث ) تستدعيها بالضرورة.
باختصار التدوين عملية جماهيرية لتمييع الثقافة، إنه مرحلة متقدمة من مراحل كسر الهيمنة الثقافة للنخبة الفكرية والتي ظلت ( أي تلك الهينة ) شديدة الحضور والتأثير لفترة زمنية طويلة ( لقرون عدة )، فالتدوين أتاح للمهمشين صناعة مركزهم واسمهم الخاص الذي تعثر عليه محركات البحث عبر الانثرنث بنفس القدر الذي تعثر به على أسماء كتاب كبار افنوا عمرهم بين الكتب وصار تأثيرهم لا يتجاوز فئات قليلة من القراء يتراجع عددها يوما بعد آخر نتيجة زحف وسائط الاتصال الحديثة.
لماذا؟
لأن المدونة بالنسبة لهم هي مجرد مكان للنشر بعيدا عن أي تفاعل مع باقي المدونين ( القراء ) والمدونة حين تفقد تفاعليتها تفقد جزء كبيرا من ماهيتها لهذا فالمواظبة على التدوين عمل مضني ومتعب للغاية مع أن المدون الذي يجتهد في تحديث مدونته بشكل شبه يومي لا يحمل صفة كاتب أو مفكر أو غير ذلك من الصفات والأسماء التي يسعى خلفها من يتعاطون الكتابة عبر الوسائل التقليدية ( صحف، مجلات، كتب)
إذن من هو المدون؟
انه إنسان يكتب مع انه ليس بكاتب إنسان يشارك في معارك فكرية وسياسية مع انه ليس بسياسي ولا بمفكر، هو فقط وعن طريق مدونته صار قادر ا على إيصال رأيه لفئة واسعة من الناس، وفي الوقت نفسه صار قادرا على أن يجعل من رأيه موضع قبول أو رفض دون أن يدعي انه قادر على التأثير في الآخرين أو المساهمة الفعالة في صناعة رأي عام رغم أن نسبة كبيرة من المدونين مسكنون بوهم التأثير في مجريات الأمور ( من خلال الحملات التدوينية حول قضايا عامة ) وحريصون على إظهار مدى قدرتهم على إبداء الرأي في كل ما يتعلق بالحياة العامة.
المدون قد يكون إنسانا مثقفا كما قد يكون إنسانا متعلما لا غير، وإذا حددنا صفة المثقف بذلك الإنسان الذي يحشر انفه في الشأن العام، نقول بأن المدون مثقف بشكل ما ، ولكن هل صفة المثقف تجعل منه كاتبا أو مفكرا؟، ليس بالضرورة ونحن نعيش لحظة احتضار الكلمات والمفاهيم القديمة، لأن صفة المثقف لم تعد تحيل بالضرورة على الكتابة رغم أنها ( وقبل زمن الفضائيات والانثرنث ) تستدعيها بالضرورة.
باختصار التدوين عملية جماهيرية لتمييع الثقافة، إنه مرحلة متقدمة من مراحل كسر الهيمنة الثقافة للنخبة الفكرية والتي ظلت ( أي تلك الهينة ) شديدة الحضور والتأثير لفترة زمنية طويلة ( لقرون عدة )، فالتدوين أتاح للمهمشين صناعة مركزهم واسمهم الخاص الذي تعثر عليه محركات البحث عبر الانثرنث بنفس القدر الذي تعثر به على أسماء كتاب كبار افنوا عمرهم بين الكتب وصار تأثيرهم لا يتجاوز فئات قليلة من القراء يتراجع عددها يوما بعد آخر نتيجة زحف وسائط الاتصال الحديثة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
2 تعليق على "المدون والمثقف"
باختصار شديد، المدون هو من يفرغ قلبه وأفكاره وأحاسيسه وحتى طموحاته على الأوراق الالكترونية لمدونته
وبالنسبة إلي، لا تهمني مدونات الكتاب الكبار لأنني أهتم أكثر بمعرفة من هم في مثل مستواي والتفاعل معهم لأن ذلك أسهل
سيفو
المدون هو ذلك الانسان الذي يكتب ليعبر عن رأيه
وينخرط في النقاشات العامة ول قضايا يرى انه له رأي فيها او انها تعنيه بشكل من الاشكال
بالنسبة لي لا اقر بتسمية المدون الكبير
لأننا جميعا نشترك في فضاء واحد ونمتلك نفس الاتودات ونفس مجال الحرية
يبقى الاختلاف في مستوى ما يطرح لا غير
تحياتي
أترك تعليقا