الخميس، يناير 15، 2009

أندري نوشيه: يهودي ضد إسرائيل

بتاريخ 2:57 ص بواسطة عمار بن طوبال

على خلاف مواطنه أنريكو ماسياس والذي يتاقطع معه في المولد القسنطيني بالشرق الجزائري وفي العرق اليهودي والجنسية الفرنسية، قدم المؤرخ اليهودي الفرنسي اندري نوشي في رسالته التي وجهها للسفير الإسرائيلي بفرنسا، موقفا انسانيا يستحق كل الاحترام، فيهودية نوشي لم تجرده من انسانيته وانحيازه لقيم الخير والعدالة ودفاعه عن تلك القيم من خلال موقه الحازم اتجاه ما ترتكبه اسرائيل في غزة من مجازر وصفها نوشي بالنازية.
أندري نوشي (6 8 سنة ) من موالد مدينة قسنطينية بالشرق الجزائري، كان محاربا قديما في جيش فرنسا الحرة بقيادة الجنرال ديغول أثناء الاحتلال النازي لفرنسا، وبعد رحيل شبح النازية عن أروبا والعالم انتقل للمجال الاكاديمي ليتخصص في التاريخ ويؤلف في خمسينيات القرن الماضي كتابا مهما عن دور الاستعمار الفرنسي في تدني المستوى المعيشي للاهالي الجزائريين. درّس بجامعة تونس، وله عدة مقالات وكتب في التاريخ والسياسة، وهو الآن يشغل منصب استاذ شرفي بجامعة نيس الفرنسية.
اندري نوشي يهودي، ولكنه اتخذ موقفا اتجاه اسرائيل، لم يستطع الحكام والمسؤولين العرب وحتى بعض المثقفين أن يتخذوا موقفا مشابها له بمثل تلك الشجاعة والحزم، ليقدم لنا مثالا عن الانسان الذي ينحاز للحق والخير ويكون مستعدا لتحمل تبعات انحيازه ذاك، مثله مثل الرئيس شافيزمثل رجب طيب اردوغان، مثل الرئيس البوليفي موراليس، ومثل كثيرين غيرهم كانوا عربا اكثر من العرب.
حين قرأت رسالة اندري نوشي شعرت بالخجل من كل المواقف العربية
وهذا نص الرسالة:
سيدي السفير:
هذا اليوم في تقليدكم هو شباط , يوم وجب أن يكون يوم سلم, لكنه في الواقع كان يوم حرب. فبالنسبة لي و منذ عدة سنين, يثير الإستعمار الإسرائيلي لفلسطين واغتصاب أراضيها سخطي. وإني لأكتب لكم باعتباري فرنسيا, يهودي المنشأ وفاعلا في اتفاقيات التعاون بين جامعتي نيس وحيفا.

لم يعد من الممكن الصمت أمام سياسة الإغتيالات والتوسع الإمبريالي لإسرائيل. إنكم تتصرفون تماما كما تصرف هتلر في أوربا إزاء النمسا وتشيكوسلوفاكيا. إنكم تزدرون قرارات الأمم المتحدة مثلما استخف هتلر بقرارات عصبة الأمم, وإنكم تغتالون النساء والأطفال دون خشية من عقاب. إنكم تركبون التفجيرات والإنتفاضة كمطية لجرائمكم.

وكل ذلك هو نتيجة الإستعمار غير المشروع وغير الشرعي الذي لا يعدو أن يكون سرقة. إنكم تتصرفون على شاكلة مغتصبي الأراضي وتضربون بعرض الحائط تعاليم الأخلاق اليهودية, فالخزي لكم وبئسا لإسرائيل.

أنتم لا تعون أنكم تحفرون قبوركم بأيديكم لأنكم لم تدركوا أنه محكوم عليكم بالعيش سويا مع الفلسطينيين والدول العربية ! إن افتقدتم لهذا الذكاء السياسي, فلستم إذن بأهل لتدبير الساسة, وعلى قادتكم أن يستقيلوا. إن بلدا يغتال رابين ويعظم من اغتاله, هو بلد خال من الأخلاق والشرف.

فبحق السماء, ليميتن ربكم المجرم شارون. ومثلما تم هزيمتكم بلبنان سنة 2006, فسوف تلحق بكم على ما أرجو, هزائم أخرى. وستقتلون كذلك شبابا إسرائيليا, لأنه تنقصكم شجاعة إبرام الصلح. فكيف يمكن لليهود الذين طالما عانوا الأمرين من النازيين, أن يتشبهوا بجلاديهم الهتليريين ؟

بالنسبة لي, ومنذ سنة 1975 لا يزال الإستعمار يبعث في شخصيا ذكريات خلت, ذكريات الهتلرية, إذ ليس ثمة فرق جوهري بين قادتكم و قادة ألمانيا النازية.

وإني شخصيا سوف أحاربكم بكل ما أملك من قوة, كما قمت بذلك بين سنتي 1938 و 1945, حتى تقضي عدالة البشر على الهتلرية التي هي في صميم بلدكم.

فبئسا لإسرائيل ولينزلن إلاهكم على قادتها كل النقمة التي يستحقونها. وإني كيهودي من قدماء الحرب العالمية الثانية, فإني أخجل مكانكم. لعنكم ربكم إلى أبد الآبدين. أتمنى أن تلقوا جزاءكم.

--
أندري نوشي

أستاذ شرفي بجامعة نيس - فرنسا

ردود على "أندري نوشيه: يهودي ضد إسرائيل"

أترك تعليقا

conter