الخميس، مارس 21، 2013
مولات الحايك
الثلاثاء، ديسمبر 04، 2012
المرأة التي نتخيلها تتعرى فوق الورق

الجمعة، نوفمبر 16، 2012
جيوبنا هي التي تفعل

الأربعاء، أكتوبر 31، 2012
سوريا التي في خاطري

الأحد، أغسطس 26، 2012
حوار فايسبوكي حول التقدم والحرية
الخميس، يوليو 12، 2012
الدولة وموظفيها وسياسة الشد والجذب
السبت، أغسطس 06، 2011
البنيوية التكوينية ورواية الأطراف
يشير لوسيان غولدمان في إحدى هوامش مقالته: " مدخل إلى قضايا علم اجتماع للرواية " إلى ملاحظة في غاية الأهمية تخص مدى صلاحية الفرضيات التي بنى عليها منهجه النقدي الموسوم بالبنيوية التكوينية، وكذا المقولات الأساسية لعلم اجتماع الرواية حيث يقول: " علينا أن نشير إلى أن نطاق صلاحية هذه الفرضية يجب أن يحصر، في نظري، لأنها إذا كانت تنطبق على مصنفات ذات أهمية في تاريخ الأدب كأهمية ( ضون كيخوتة ) لصرفانتيس، و( الأحمر والأسود ) لستندال/ و ( مدام بوفاري ) و ( التربية العاطفية ) لفلوبير، فإنها لا يمكنها أن تنطبق على ( دير بارم ) لستندال إلا جزئيا جدا ولن يمكنها أن تنطبق بتاتا على نتاج بلزاك الذي يشغل مكانة بارزة في تاريخ الرواية الغربية. لكن تحاليل لوكاتش، كما هي تتيح، على ما يبدو لنا، مباشرة دراسة اجتماعية جادة للشكل الروائي "، هذه المقولة حين نظيف إليها قول جورج لوكاتش: " إنه لا توجد بين أيدينا سوى بعض الأعمال الأدبية الكبيرة كعنصر يمكن من وضع نظرية للرواية " تجعلنا نطرح سؤال مركزيا حول مدى صلاحية تلك التنظيرات الثرة التي قدمها كل من لوكاتش وغولدمان للتطبيق على روايات الأطراف أو بعبارة أخرى على الرواية الغير أوروبية، مع العلم أن كلاهما( أي لوكاتش وغولدمان ) قدما ما قدما من تنظيرات وفي ذهن كل منها الرواية الأوروبية دون سواها.
وغولدمان يشير في أكثر من موضع إلى أن تنظيراته تخص بالدرجة الأولى الرواية الأوروبية دون سواها في ارتباطها بنمط الإنتاج الرأسمالي الأوروبي، وهذا يعني من جملة ما يعنيه أن المقدمات النظرية التي صاغها، لا تنطبق تمام الانطباق – على الأقل – على الأشكال الروائية التي تشكلت في ظل شروط اقتصادية واجتماعية مغايرة لما عرفته المجتمعات الأوروبية، والأمر نفسه ينطبق على تلك المقولات النظرية التي صاغها لوكاتش حول الرواية كملحمة بورجوازية – كما ظل لوكاتش يؤكد بإلحاح – أنتجتها الطبقة البورجوازية الطامحة لتمرير مشروع سياسي واجتماعي يفرض انقلابه على القيم الإقطاعية.
أكد لوكاتش على الدور البارز الذي لعبته البورجوازية في تشكل الرواية كجنس أدبي حديث، وهو قد بنى عمله اعتمادا على مراجع فلسفية لها تأثيرها الذي لا ينكر على الفكر الأوروبي " أخذ الأطروحة العامة من هيغل، وقدم المسوغات والمبررات من صراع الطبقات الماركسي. كما أنه استفاد من الاغتراب الهيغلي (اغتراب العقل الكلي عن ذاته) بعد أن طعمه بالاغتراب الماركسي (اغتراب الإنسان عن إنتاجه) ليخرج من كل ذلك بأطروحته المشهورة بأن الرواية ليست إلا ملحمة البرجوازية التي ظهرت على مسرح التاريخ في أعقاب النهضة الأوروبية، وبالتحديد بعد الثورة الصناعية التي جعلت منها الطبقة السائدة في المجتمعات الأوروبية"، وعلى اعتبار أن البورجوازية طبقة أوروبية فرضت انتصارها عالميا بعد تمكنها من فرض قيمها على أوروبا، وحين نسلم بمقولة لوكاتش أن الرواية من خلق هذه الطبقة؛ قد يصح هذا القول على الرواية الأوروبية، ولكن ماذا عن بقية الأقطار غير الأوروبية، وعن تشكل الرواية في هذه الأقطار ومدى ارتباطها بالبورجوازية، ماذا نقول عن الطبقة البورجوازية في أقطار أخرى كاليابان مثلا الذي كان القرن العشرين فيه هو قرن البورجوازية التي استطاعت أن تقف على قدميها، وتفرض قيمها على المجتمع الياباني، رغم أن " الرواية اليابانية ما تزال حتى اليوم تعيش في أجواء بعيدة جدا عن المفاهيم والقيم البرجوازية. وهذا يعني بالضرورة أنه ليس ما قام لوكاش وأنصاره بتنظيره يصدق على كل الأقطار، على فرض التسليم بصدقه في أوروبا".
نفس الأمر ينطبق على مقولات غولدمان، مع فارق جوهري بين الاثنين وهو أن الأخير كان مدركا لهذا الأشكال المنهجي الذي قد يصاحب نقل مقولاته خارج البيئة الأوروبية التي انبنت هذه المقولات النظرية أساسا في ظلها ومن أجلها. هذا الإشكال المنهجي يتجلى في ثلاث نقاط رئيسية هي: مفهوم وطبيعة البطل الإشكالي، التناظر بين البنية الروائية والبنية الاقتصادية، والتناظر بين الوعي الفردي والوعي الجماعي. وهي المقولات الأساسية التي بنى عليها غولدمان عمله التنظيري.
الفرد الإشكالي ( وهو بطل الرواية ) حدده غولدمان، اعتمادا على مقولات لوكاتش، في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية معينة مرتبطة بانقلاب مفهوم القيم وتغلب القيم الزائفة ( قيم التبادل)، على القيم الأصلية ( قيم الاستعمال )، محددا فترة انبثاق هذا المفهوم بالفترة التي صاحب صعود البورجوازية الأوروبية، والتطورات التي صاحبت النظام الرأسمالي، ولكن الفرد الإشكالي حين ننقله – كمفهوم – من البيئة الأوروبية إلى بيئة أخرى، كالواقع العربي، أو أي واقع آخر، لا يلتقي مع الواقع والتاريخ الأوروبي إلى في نقاط معينة، نجده – أي الفرد الإشكالي – يأخذ دلالة مختلفة، لأننا، حتى حين نسلم بمحددات الفرد الإشكالي والتي تخبر عن جوهره من خلال مقولات: الرفض، الاغت
راب، التمرد، والبحث الذي لا ينتهي عن القيم السامية ( الأصيلة بتعبير لوكاتش )، فإنه " أي الفرد الإشكالي، لا يرتبط، منطقيا بزمن تاريخي خاص وبالغ التحديد لأنه، في دلالته العميقة، يمكن أن يكون موجودا في زمن سابق على زمن الإنتاج الرأسمالي من اجل السوق"، فالصفات التي تحدد الفرد الإشكالي يمكن العثور عليها في نماذج كثيرة وفي مجتمعات متعددة، وفي فترات تاريخية متباينة، فالفرد الإشكالي يمكن أن يرد لفئة الخاصة ( العلماء ) في التاريخ الإسلامي، أو فئة المتوحدين بتعبير ابن باجة والذين يمثلون حكماء النوع الإنساني، الذين يعيشون غربتهم ( اغترابهم) عن فئة العامة كقدر محتوم، لأنهم لا يستطيعون النزول عن سمو " العقل النظري" إلى المراتب الدنيا التي يعيش في ظلها العامة من الناس.
ومن هنا فإن الشروط التاريخية التي تنتج الفرد الإشكالي تظل مفتوحة على احتمالات لا حصر لها. لهذا ينحصر جهد غولدمان حين نرحله لبيئة أخرى غير البيئة الأوروبية في سؤال يظل مشتركا، ويحيل مباشرة إلى الرواية كجنس أدبي: لماذا تجلى الفرد الإشكالي في جنس الرواية دون غيره من الأجناس الأدبية الأخرى السابقة ؟.
وهو سؤال يمكن البحث عن إجابة له بعيدا عن التناظر الذي أقامه غولدمان بين بنية الشكل الروائي والبنية الاقتصادية للنظام الرأسمالي.
النقطة الثانية التي تثار عندما نعمل على نقل مقولات غولدمان بعيدا عن البيئة التي أنتجتها، هي قضية التناظر بين البنيتين الروائية والاقتصادية، والتي ألح عليها غولدمان بشكل مفرط في تنظيراته للبنيوية التكوينية، وهذا التناظر يطرح سؤالا مهما: هل يلغى التناظر بين البنيتين السابقتين بالشكل الذي حدده غولدمان أية إمكانية لظهور الرواية في بلد غير رأسمالي؟.
الواقع يؤكد على نفي العلاقة المفترضة بين البنية الاقتصادية والبنية الروائية، فالرواية العربية مثلا تشكلت نتيجة ظروف لا ترد جميعها للمحدد الاقتصادي، ونفس الأمر ينطبق على روايات أخرى في مناطق أخرى لم تعرف النظام الرأسمالي إلا في شكل جنيني عندما بدأت تبدع رواياتها بتأثير من واقعها الذي كانت تهمين عليه طبقات ما قبل بورجوازية في ظل نظام ما قبل رأسمالي، وهذا ما يؤكد عليه فرانكو فيراروتي في كتابه: " مفهوم الإيديولوجية عند لوسيان غولدمان " حيث يقول: " إن تكون بنية الطبقات في المجتمع ما قبل الرأسمالي يتجه بداهة إلى مصالح الخاصة، لكن هذه لا تتحقق مباشرة في الاقتصاد لأن المشاركة في الإنتاج تتحقق من خلال جهاز الدولة، أو من خلال الإيديولوجيات الدينية..أو لنقل إنها تتحقق، بشكل أساسي، من خلال البنى الفوقية والمقولات العقلية الموافقة "، وهذا ما يجعل الرواية التي أنتجت في بلدان الأطراف، وبعيدا عن المركز الرأسمالي الأوروبي، تبحث عن مرجعياتها في البنية الفوقية التي تحددها الإيديولوجيات المهيمنة، سواء إيديولوجية الدولة، أو الإيديولوجيات الدينية، أو من خلال مقولات الحداثة الاجتماعية التي بدأت في العالم العربي مثلا تسفر عن وجهها بداية من القرن التاسع عشر، دون أن تجد طبقة قادرة على حملها والدفاع عنها.
وغير بعيد عن فكرة التناظر التي كلف بها غولدمان، حين نساءل رواية الأطراف عن طبيعة التناظر الموجود بين الوعي الفردي والوعي الجماعي، نجدنا أمام إجابة مغايرة لما حدده غولدمان، تنفي دور الطبقات الاجتماعية في خلق العمل الروائي ومن قبله في خلق الرواية كجنس أدبي، بقدر ما تؤكد على دور القيم والأفكار الحداثية في خلق جنس الرواية، فالرواية العربية مثلها مثل روايات المجتمعات الرأسمالية الطرفية لا تحيل " على المثقفين، من حيث هم أفراد أو مقولة اجتماعية منغلقة على ذاتها، إنما على مقولات فكرية تلاءم الجنس الروائي وتوافقه، مثل المتعدّد والمتبدّل والمتحولّ، أي على مقولات الحداثة الاجتماعية في أشكالها المختلفة، التي دعا إليها ودافع عنها نسق طويل من المثقفين "، هذه المقولات التي أوجدت الرواية كإنجاز حداثي في مجتمع لم ينجز حداثته في المجال السياسي والاقتصادي واكتفى بتمثل بعض مقولات الحداثة على المستوى الفكري فقط.
هذه مجموعة عوائق منهجية تعترض أي باحث وهو يحاول تطبيق المنهج الغولدماني على الرواية غير الأوروبية، وربما هذا هو السبب الرئيس الذي جعل الكثير من النقاد العرب الذين يعلنون تبنيهم للمنهج البنيوي التكويني في تحليلاتهم ودراساتهم، يكتفون باستلهام المبادئ العامة للبنيوية التكوينية، دون مباشرة تطبيق مقولاتها النظرية على الواقع الروائي العربي، حيث نجد في مثل تلك المحاولات ثراء نظري في مقابل بؤس تطبيقي، وحيث تصير الرواية مجرد تعلة وذريعة لإثبات صحة المنهج.
الثلاثاء، ديسمبر 28، 2010
رسائل إلى آية: (1) رسالة النسيان
يا عزيزتي للنسيان فضائل، أهمها واجلها أنه يمكننا من تخطي حالة الجنون التي نكاد نصلها بفعل فقد عزيز أو خيانة حبيب.
هذا ليس نسيان إنما تناس، فكثيرا ما نعجز عن النسيان وتؤرقنا ذاكرة الصوت الذي يسكننا كلما حاولنا نسيانه.
أنا في حياتي حكاية .. حقيقة ... هم ووهم... أسطورة اسمها آية لا يصدق بوجودها في هذا العالم غيري أحاول نسيانها ونسيان مكرها ولؤمها وشيطانيتها الخبيثة أو البريئة لم اعد أردي.
وكلما حاولت فعل ذلك؛ أي حاولت أن أنسى، أجدني عاجزا عن ذلك، لهذا نسامح ولا ننسى. نسامح من وجعنا من آلمنا كثيرا سواء قصد ذلك أم لم يقصد نسامحه رغم انه قد لا يستحق حتى السماح، نفعل ذلك فقط لأننا نحبه بعمق ولا نستطيع أن نحقد عليه رغم كل الخراب الذي تركه في الروح التي آمنت به يوما.
نسامحه كما سامحت أنا كثيرا ... تلك التي لم تكن تستحق أن أسامحها منذ البداية .. منذ أول كذبة.
يا عزيزتي الآن بعد أن تجاوزت الهوس بالصوت الذي يأتيني هاتفا ضاحكا أو باكيا أو معاتبا... الآن أدرك كم كنا أغبياء أنا وقلبي وعقلي حين صدقنا جميعا ما لا يصدق حين صدقنا بوجود امرأة مكمولة البياض ومجمولة الصفات وملائكية القلب والجسد .... يااااه، يا ذلك الغباء الذي اخجل منه الآن.
تلك الآية يا عزيزتي آيتي أنا وحدي التي لم ينزلها الله لغيري من العالمين صدقتها وآمنت بها فقادتني لمشارف الجنون وبطهرها المزعوم أفقدتني طهري وصدقي وثقتي بكل المشايّات... هل تذكرين حكاية المشّايات وحكاية لو لنت لغيرك لما وصلت إليك ... وهل تذكرين حديث اللهو ليلا مع شخص غير مؤدب زعمت بنزعتك التطهرية المقيتة انه شقيقك ... هل تذكرين حكاية شروق ابنة أختك البريئة التي لوثتي اسمها حين وظفته في حكاية آثمة مع اعز صديق...أكيد لا تذكرين رغم أن الذكرى تقلتلني أنا الذي يسعى للنسيان ...
عزيزتي منذ سنة حققت حلما كان مشتركا بيننا... حققته وحدي ولم أكن أدري أن تحقيقه سيكون نهاية لكل ما يربطني بك كأنك كنت حلما حين تحقق فقد كل بريقه وجاذبيته ... هل كنت حلما أم وهما... أم أن جمالك المزعوم الذي طالما كان مصدر فخرك وشعرك الأصفر الطويل الذي تتباهين به على نساء العالمين كان كابوسا التف حول عنقي في قيلولة صيف لم أتعود على أخذها، فاستقضت مفزوعا منه معتقدا أنني هربت من ضيق التنفس الذي سببه لي لأكتشف لاحقا بعد أيام وشهور وسنوات مرت على أول كلمة سمعتها منك أتتني منذرة بالخراب عبر الهاتف: ألو كريم. في تلك الراء التي تنطقينها مشددة فتثير رغبة في الضحك حين نسمعها أول مرة قبل أن نتعود عليها ونحبها، لأكتشف انك كابوس دائم الحضور وحلم لا يتحقق إلا هنيهات في لحظات صفاء لم تكن كثيرة بيننا، تذكرين حديثا كان بيننا ذا شجون، عن عيون سماوية أفقدتني راحة بالي، عن التماعات العقل في ح ضرة الحنين ... عن حبات الكرز الفرنسية المبهرة الجمال والتي لا طعم لها ...عن أول عيد قضيته هناك ... وهناك في فرنسا التي صار يعجبك الانتماء إليها لم تجد سوى حطام فرحة تكسرت في الطريق قبل أن تبلغ قلبك ... هل تذكرين حديثا كان بيننا ذات صباح عن ابن خلدون وعن سليمان الأشقر الذي عرفته عن طريقك كوني لا أقرا كتب رجال الدين، وبعد ذلك اكتشف انه ضليع في كتب السحر والشعوذة... السحر... لا شيء آخر أفسر به انشدادي لك بتلك الطريقة، بذلك الوله المنقطع النظير، بتلك الاستسلامية والتسليم الذي أبديه معك كما لم أبديه مع غيرك، بكل ذلك الضعف الذي أحسه معك ويخجلني من ذاتي، هل لأنني أحببتك كما لم يحب رجل امرأة، وبكيتك حين خسرتك كما لا يبكي الرجال ... أتساءل كثيرا من أنت بالنسبة لي أتساءل بقول أرسطو لما هو سئل: من هو الصديق؟. فأجاب: إنسان هو أنت إلا انه بالشخص غيرك!... فهل كنت أنت أنا في شغفك وفي خياناتك أيضا ... فانا بقدر ما أحببتك بقدر ما خنتك وبقدر ما صارحتك بخياناتي لك بعد الذي كان بيننا... صارحتك بخياناتي بعدد المرات التي أنكرت أنت فيها خياناتك ... هل خنتني حقا؟! كان يهمني جدا أن اعرف الإجابة عن هكذا سؤال جارح وقاتل ... الآن لم يعد يهم بعد أن ارتحلت أنت وحبك وأيام الوله والبله التي عشتها أسيرا لحب كان قدره أن لا يكتمل، بعد أن رحلت إلى تلافيف الذاكرة المتعبة بك، فآيتي التي لم ينزلها الله لغيري من العالمين صارت شيء من الماضي مضى وانقضى دون أن استطيع نسيانه لحد الآن.
هل قدر الحب الذي عشناه وهما جميلا وجارحا لكلينا أن يكون عابر سبيل لا يعرف مقصده .... مثل الريح تماما لا تترك الأشياء من خلفها على حالها؟؟؟
الخميس، ديسمبر 23، 2010
يا بلميلود لا تقل للشمعة أف
قراءة أولية في رواية جلدة الظل عبد الرزاق بوكبة
في وجداني حكاية ... لابد أن احكيها ... عن حياتك التعيسة؟ ( الرواية، ص 11 )
هي نفسها الحك اية التعيسة التي يرويها لنا عبد الرزاق بوكبة في روايته " جلدة الظل من قال للشمعة أف؟ "، حكاية مؤسطرة، حميمية، ومغرقة في السلاسة، حكاية تاريخ متخيل لقرية لا تعرف تاريخها، هي قرية أولاد جحيش مسقط رأس بوكبة ومرتع أشجان بلميلود، في هذه الرواية يحكي بلميلود ويستمع بوكبة وكأننا في أحدى حلقات الحكواتي حيث توالي الأحداث ينسج حبكة الرواية، والرواية تستحضر في طياتها شخصيات لا تنقصها الأسطرة لتجعل منها محور أحداث الرواية ومن قبلها أحداث القرية، القريتين، قرية أولاد جحيش وقرية أعلى الجبل، بين القريتين تاريخ طويل من العداء ورغبة كل طرف في إفناء الآخر.
تنبني أحداث الرواية على ش خصيتين محورتين؛ الجازية ودياب، وبوكبة حين ينقل هاتين الشخصيتين من فضائهما الأسطوري الذي انوجدتا فيه وعبره ترسختا في المخيال الشعبي الجزائري، وفي الكثير من الأعمال الإبداعية الجزائرية السابقة على جلدة ظل، إنما يستعير رمزية الشخصيتين فقط بعيدا عن حقيقتهما التاريخية وملامحهما النفسية والمورفولوجية، وهو يفعل ذلك كذريعة فنية ليكتب تاريخا أسطوريا لقريته اتكاءا على حكاية حبهما الطفولية والمحزنة.
في قرية أولاد جحيش التي تأسست على حقيقة / أسطورة الجد الأول المؤسس الحسن بن جحيش الذي لم يبق منه سوى مصحفه الشريف الذي كتبه بخط يده وحضوره المتكرر في منامات كبراء وزعما القرية للتنديد وتصحيح التجاوزات التي تحدث ضد ذريته؛ في هذه القرية تنسج حكايات هامشية وتدور صراعات حادة وغير معلنة بين زعماء القرية، صراعات مبعثها الزعامة وسيادة القرية، خصوصا بين العاقل حلفانة (والد الجازية الذي اسود وجهه يوم بشر بأن مولوده أنثى ) وبين العاقل عصمان الذي ينافس الأول حول الزعامة.
هذا الصراع الذي ذهب ضحيته ذياب أولا ومن بعده الجازية، الذين اتهما بالجنون وربط كل واحد منهما لجدع شجرة في العراء.
والصراع داخل القرية ما هو إلا الوجه الأول للصراعات التي انبنت عليها الرواية، الوجه الثاني الأبرز للصراع كان سعي قرية أعلى الجبل لإفناء قرية أولاد جحيش.
إن هذه الرواية حين نقرؤها برؤية سوسيولوجية نجد أنها انبت أساسا على قيم صراعية بين أبطالها فمن الصراع المعلن بين القريتين، إلى الصراع الخفي بين عقلاء القرية على الزعامة، إلى صراعات غير ظاهرة بشكل جلي كالصراع غير المعلن عنه بين الحواس ودياب على حب الجازية، هذا الصراع الأخير الذي لم يظهر إلى بعد نكبة دياب والجازية واتهامهما بالجنون، واختفاء دياب المريب بعد فترة من ربطه / سجنه؛ الغياب الذي أيقض رغبة الحواس في الجازية وجعله يتساءل: هل كانت ستحبني لو لم يكن دياب موجودا؟.
بالإضافة إلى هذا نجد صراعات أخرى بوسائل غير صراعية هدفها الأساسي هو إعادة ترتيب العلاقة بين طرفي الصراع وفق قواعد جديدة، كمال هو الحال في علاقة العاقل فلحانة بزوجته سعدية التي ترى فيه سببا لحرمانها من حقها في الأمومة، وهو نفس الصراع الذي نجده بين واعز بن كلمان زعيم قرية أعلى الجبل مع زوجته واشية التي لم تجد فيه الرجل الذي انتظرته في الفراش، لأنه يشتهي أير الرجل أكثر مما تشتهيه هي. هذا النوع الأخير من الصراع والذي انوجد أساسا بسبب الرغبة الجنسية والسبل الممكنة لإشباعها، انتهى بارتماء الزوجتين في أحضان رجال آخرين؛ سعيدة في أحضان عصمان، وواشية في أحضان دياب.
نهاية الرواية ظلت مفتوحة وكل الأحداث التي نسجتها مخيلة الكاتب ظلت معلقة في الهواء تنظر الجزء الثاني الذي اختار له بوكبة عنوان " محيض الزيتونة: من قال للشمعة أح، والذي لم يصدر بعد
جلدة الظل رواية ممتعة امتلك كاتبها لغة حميمية تقربها من نفس وعقل القارئ ، كما أنها مساهمة جادة وواعية لربط المتخيل السردي بالمكان بشكل قلما نجده في المتن الروائي الجزائري المكتوب بالعربية.
السبت، أكتوبر 16، 2010
غوتة ضد الاستعدلاء
غوتة ليس مجرد فنان ومبدع ألماني، إنه أيضا اسم للتقارب بين الشرق والغرب.
ديوانه " الديوان الشرقي الغربي " صار عنوانا لتقارب تريده ألمانيا مع العالم العربي الإسلامي، وحين اختارت اسم غوتة للمعهد الذي يؤسس لحوار ثقافي مع الشرق كانت الحكومة الألمانية موفقة في الاختيار فوحده غوتة الذي ندرسه بمحبة وإعجاب لا ينضبان يستحق أن يكون جسر تواصل ومحبة بيننا، لأنه حمل روحا إنسانية شفافة قاربت جوهر الإنسان دون عقدة استعدلاء، ودون النظر بعين الريبة للآخر المختلف والهمجي في التصور الغربي حول الإنسان الشرقي والمسلم تحديدا، حين نقول غوتة، نقول أيضا صرحا شامخا من الإبداع، نقول آلام فيرثر ونقول ملحمة فاوست ونقول شتيلا والمرثيات الرومانية، ونقول أيضا قصة حب متفردة نقرؤها بخشوع المتعبدين جمعته بشارلوتة فون شتاين، قصة حب لم تكن قصة رغبة متوهجة وآهات وأنات فوق سرير ملتهب بقدر ما كانت تلك الشارلوتة المتزوجة من احد نبلاء فايمار تمثل لغوتة روح الأنثى في مطلقيته، فهي الأم والأخت والحبيبة، كل في واحد هو ما مثلته شارلوتة لغوتة، لهذا ظل حبهما الذي خلدته الرسائل المتبادلة بينهما خالدا ومعبرا على علاقة مشتبكة وملتبسة ومنفلتة من التحديد تحضر فيها كل المشاعر الإنسانية دفعة واحدة.
غوتة الذي نستحضره اليوم وكل يوم، يحضر بكل تسامحه وبكل بحثه المضني عن إيجاد سبل ممكنة للتعايش بين الغرب المسيحي والشرق المسلم، بحضر كشوكة في عيون الداعين لصدام الحضارات أولئك الحاملين لنبوءات النهايات والمابعديات الذي يغتالون بكتاباتهم التسامح والمحبة التي حملتها الديانات السماوية، فغوتة المسيحي المعجب بالإسلام يظل عند المسلمين رمزا وشاهدا على أن الشرق حين نراه على حقيقته بعيدا عن تنميطات المستشرقين وكتابات المدرسة الكوللونيالية هو شرق جميل منفتح ومتسامح وقادر على أن يلتقي مع الغرب بعيدا عن إرث الدم الدائم الحضور بينهما لأجل مستقبل أفضل للبشرية.
الثلاثاء، أكتوبر 12، 2010
هل تعلمين كيف أريدك ؟
هل تعلمين كيف أريدك ؟
أريدك امرأة تكون لي... في ليلة البرد
كمعطف الشتاء
تلف تضاريس رجولتي كما تفعل السماء
تطوقني بدفئها ...
أريدك امرأة تكون لي... في غرفتي
مخدة وغطاء
و مصباح سرير أرى به الأشياء
وساعة تعلمني في كل مرة كم مضى من الحب
أريدك كتابا لا يمل ...متعة في الأول و الآخر سواء
أريدك امرأة تسكنني و تسكن مدينتي و كل فضاء
أراها في كل منظر و شارع و بناية و فناء
أريدك بالأحرى امرأة في كل مكان كالظل ... بل كالهواء
ضائع في مملكة النساء.
الأحد، أكتوبر 03، 2010
ماذا أقرأ
تليقت دعوة من الزميل حمود عصام للإجابة على أسئلة وصلته وتتعلق بالقراءة، ماذا أقرا هو موضوع الدعوة وبدوري أرسلها إلى أربعة مدونين.
ما هي كتب الطفولة التي بقيت عالقة في ذاكرتك؟
ألف ليلة وليلة، انبهرت بها كثيرا وكنت أقرؤها سرا وأخبؤها بعد أن انتهي منها حتى لا تقع في يد إخوتي ويطلعوا على ما فيها من مقاطع جنسية فاضحة، وإلى حد الآن أحفظ مقاطع كثيرة من الليالي وحكاياتها بتفاصيلها، فقد قرأتها أكثر من مرة.
من أهم الكتاب الذين قرأت لهم؟
نجيب محفوظ وطه حسين كانا البداية، ثم الطاهر وطار ورشيد بوجدرة قرأت كل رواياتهم تقريبا، وبعدها أخذني تخصصي الأكاديمي وصرت اقرأ كتب علم الاجتماع والفلسفة كثيرا، غير أن أهم كتابين قرأتهم في السنوات الأخيرة كانا كتاب انثلجانسيا أم مثقفون في الجزائر للراحل عمار بلحسن، ورواية ليون الإفريقي لأمين معلوف التي تمنيت لو تتاح لي الفرصة لتحويلها لفيلم سينمائي
من هو الكاتب الذي قررت أن لا تقرأ له مجددا؟
إذا أدرجنا المدونين في فئة الكتاب سأقول المدون طاهر الصوفاني والمدون عادل حجازي، أما إذا كان السؤال يخص كتاب ينشرون ورقيا فالكاتب الذي لن أقرا له مجددا هو الروائي الجزائري في صل الأحمر الذي أجده متطفلا على مجال الرواية رغم أنه باحث ومترجم جيد وذكي في اختيار ترجماته خصوصا، لكن كروائي فلا يستحق الوقت الذي نضيعه في قراءة رواياته.
من هو الكاتب الذي لم تقرأ له أبدا وتتمنى قراءة كتبه؟
طارق رمضان، حفيد حسن البنا والباحث في شؤون الإسلام الغربي إن صحت التسمية، قرأت حوارا معه في مجلة وتمنيت أن أقرا كتبه لأعرف فكره أكثر.
ما هي قائمة كتبك المفضلة؟
ليون الإفريقي وسمرقند لأمين معلوف، وكتاب النصوص المحرمة لأبي نواس، وكتاب الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرازق
الكتب التي تقرؤها حاليا؟
البنيوية التكوينية والنقد الأدبي للوسيان غولدمان ومجموعة من المؤلفين وكتاب بم يفكر الأدب لبيير ماشيري
إرسال الدعوة إلى أربع مدونين: