الخميس، مارس 21، 2013

مولات الحايك



أحن للحايك. أحن للبياض يسير في الشارع فردا مفردا ومثنى وثلاث، يتمظهر للرائي كجمالية ثقافية، كإعلان عن هوية وعن انوثة لا تمنح نفسها إلا تلميحا من خلف بياض يلف تقاسيم البياض، أو جسدا خالطت بشرته حمرة الخمريات وفتنة الجميلات، وللجزائر تاريخ تنسجه الجميلات ليلا، وفي النهار يغطيه بياض الحايك.
في الأزقة الضيقة للقصبة ولقسنطينة، التي أبدعت سينما الأبيض والأسود في تصويرها، تسير الطفلة الملتفة بالحايك يحرسها محرم من صبية الدار، ملتفة في بياضها تضبط إيقاع الخطوة وتلفها بثقة الفاتنات وتدوزنها بتقارب الساقين وتمايل الخصر واهتزاز الردفين تحت البياض. يلف الحايك جسدا لا يرى، ومع ذلك فهو قادر على إشعال الخيالات وفك عنان الاشتهاء الذي تبثه العيون للعيون، حيث لا شيء يرى في مولات الحايك العازبة سوى سواد العيون وبعض خصلة شعر من الرأس العامر بكل الثرثرات وبكل هذر النساء حين يلتقين في الحمامات والأعراس يحكين عن تلك التي حين غابت عند آخر الزقاق مجللة ببياضها توهجت في الروح وفي قلوب العشاق وفي العيون الشاخصة.

الثلاثاء، ديسمبر 04، 2012

المرأة التي نتخيلها تتعرى فوق الورق



        تكتب المرأة العربية بالفياغرا حين تستدعي حرية لا تمتلكها في واقعها، ولا يقرها لها مجتمعها، والرجل العربي، مهما أدعى التحرر، يريدها أن تتعرى له فوق الورق، إنه يبحث عن "قحبة" تقول له " هيت لك "، توقظ تهويماته الجنسية، تشعلها، وتشعشعها، بين الحرف والفاصلة، يبحث الرجل عن آهة أنثى، وعن غمزة عيون كحيلة، وشفاه تتزين بالأحمر. لهذا فكل كاتبة عربية تقارب الجسد، وتستحضر الجنس في نصوصها، يراها الرجل العربي، القارئ العادي، أو المثقف والناقد، مجرد فتاة ملهى تمارس الستريبتزيم على عمود الشعر، أو تتلوى كأفعى هندية فوق البساطات المخملية، وهو لا يرغب أن يجد منها غير هذا، فهي في نظرته المسبقة ناقصة العقل والدين التي لا تأتي في الأدب بجديد ولا في توليد الأفكار بلامعة. المرأة الكاتبة في نظرنا نحن الرجال الباحثين عن متعة حسية في نصوصها، ليست، مهما أبدعت، سوى صور وخيالات تشتهى ليلا، هي شهرزاد الليالي التي لا تنتهي، بعد أن تفرغ من الحكي المباح تتعرى فوق سرير الرغبة مترجمة سحر الحكي إلى سحر آخر؛ يعرفه جسدان يجمعهما العري فوق الفراش.
        لم نستطع رغم تسارع التحديث القسري الذي فرض علينا منذ التقاءنا الحضاري بالغرب، أن نتخلص من القيم اللصيقة بروحنا البدوية، ولعل أهم تلك القيم وأكثرها تأثيرا في تحديد سلوكياتنا اليومية وتوجيه أفكارنا وما يصدر عنا من أقوال، قيمة الشرف بمعناه المادي المرتبط بالمرأة، وبجسدها تحديدا، إن الشرف الحريمي قيمة مركزية في فكرنا، وهو موضوع صراع بين العلمانيين والإسلاميين، مازالت فيه الغلبة لصالح التيار الأكثر انغلاقا على الذات والأكثر احتماء بالقيم الجوهرية في تكويننا الممتد على مدار 14 قرنا. وأعتقد أنه ورغم التفتيح القسري للذهنيات الذي تمارسه وسائل الاتصال الحديثة على الأجيال العربية الصاعدة، ستضل الغلبة لصالح التمسك بهذه القيم الاحتمائية التي لا يزال الفرد العربي ينظر إليها كمرجعية يبرزها في لحظات التوتر/ الإهتزاز القيمي الذي يستشعره في لحظات التصادم مع فكر أو قيم مغايرة، كتوكيد على الأصالة والهوية والتجدر الحضاري.
        إننا، وقد أخلفنا موعدنا مع التقدم، وتنكرنا للحداثة التي نافح عنها رواد النهضة منذ قرن مضى، لا نملك، كتوكيد على حضورنا في الأزمة الحديثة، سوى القيم المعنوية التي تجعلنا نتمايز عن الآخر، تمايزا نراه لصالحنا، وخصوصا ونحن لا نكف عن اتهام ذلك الآخر، الذي تجاوزنا بتقدمه المادي، بالخواء الروحي، مقابل امتلائنا بالدين الحق، وبالإباحية والإنحلال والتفسخ الخلقي، مقابل ما نمتلكه نحن كأمة يتربى أبناؤها في المدارس على مقولة / مسلمة: " إنما الأمم الأخلاق ". وهي قيم دفاعية/ احتمائية تلجأ إليها الذات المهزومة لتطبيب جرحها النرجيسي ولتجاوز إحساسها العميق بالتخلف والدونية والذيلية في قائمة بناة صرح الأزمنة الحديثة.
        ونظرا للدور الكبير والخطير، والحضور المنقطع النظير للأخلاق المرتبطة بالشرف، المرتبط، أيضا، وتحديدا بالمرأة، في واقعنا، وتحول، هذه القيمة كما أسلفت إلى موضوع صراع بين نموذجيين فكريين وتصوريين متابينين لمشروع المجتمع. فإن أي تعدي سافر على هذه القيمة الجوهرية يعرض من يتجرؤ عليه إلى النبذ والتهميش، وخصوصا حين يأتي هذا التعدي من طرف المرأة: حاملة القيمة. فإنه، وبسبب تصورنا للمرأة كموضوع لا كذات قادرة على الفعل المستقل، فإنه يستدعي منا مباشرة استظهار قيمنا الدفاعية البارعة في توجيه التهم الجاهزة، وإلصاق التيكيهات بكل من يجرؤ على قيمنا غير المرنة وغير القابلة للمساس بها. غالبا ما تكون آلية عمل هذه القيم الدفاعية فعالة لأنها تمس جوهر حتى من يتعدى عليها، إن استضظهارها الجمعي والعالي الصوت بشكل يشبه النفير الاستدفاعي، يحرجه، ويوقظ المجتمع الساكن فيه بشكل يجعله  يشعر بأنه معني بشكل من الأشكال بتلك القيم التي قد تكون له عليها تحفظات لكنه عاجز عن التملص منها تماما.
        إن العجز الذي يجد الفرد نفسه إزاءه في مثل هكذا موقف ما هو إلا نتيجة لفاعلية آليات الضبط الاجتماعي التي مازال يمتلكها المجتمع العربي المعزز بثقافة أبوية لم تضعفها بعد التغيرات المتسارعة من حولنا وفي واقعنا، وهذا العجز الفردي عن الدفاع عن الخروج على الجماعة وقيمها يبدو أكثر تجليا إذا ارتبط بالمرأة، وبالمرأة الكاتبة موضوع مبتدأ حديثنا. إنها وإن كانت سليطة اللسان / القلم، فهي أيضا، وفي تصورنا الجمعي، المهيضة الجناح، المنكسرة أو القابلة للإنكسار تحت ضغط مجتمع " يقحبها " لمجرد أنها كتبت عن لحظة حميمية أحستها اتجاه جسدها، يفعل المجتمع ذلك اتجاه المرأة الكاتبة عن طريق النقد الذكوري الذي غالبا ما يستل مشرط الفضيلة والشرف حين يتعامل مع النصوص الأنثوية، وعن طريق القراءة المبتسرة والمشيئة التي تفرغ كل نص أنثوي من روحه ومن عمقه، لتبحث فقط عن العشق والجسد داخله، لهذا فغالبا ما تبدأ الكاتبة العربية ثائرة، أو واعدة بثورة، لكنها تنتهي زوجة بارعة في غسل الصحون، أو كاتبة نصائح اجتماعية في شكل نصوص أدبية، لهذا فإن عملية القولبة التي تتعرض لها المرأة الكاتبة والتي يبرع فيها المجتمع، تبدأ كما كتبت سهيلة بورزق: "  تبدأ لدى الرجل بالغيرة لتنتهي بإعدام جميع نصوص النساء بذريعة الشرف، فالشرف عندنا غصّة لا تنتهي وإن انقرضنا "، إنه قيمتنا الجوهرية.

الجمعة، نوفمبر 16، 2012

جيوبنا هي التي تفعل


خلال سنوات من التواجد عبر الفايسبوك، كمراقب غالبا، وجدت أن الكثير من المثقفين الجزائريين ( نقول مثقفين مجازا) الذين احترفوا سب وشتم النظام صبح مساء، سرعان ما تخف حدة لهجتهم، كإنذار بالتحول، ثم كمرحلة ثانية يلوذون بالصمت السياسي منشغلين بالكثير من الأمور التي تفتحها أمامهم وضعيتهم كمثقفين إنتاجهم الوحيد هو الكلام،  لينقلبوا لمدافعين عن النظام أو مبررين له ولممارساته في مرحلة ثالثة من مراحل تحولهم الإنبطاحي. يحدث هذا الإنقلاب غالبا بمجرد حصول الواحد منهم على وظيفة عند الدولة، أي مصدر رزق حكومي.
لهذا أقول إن الثورة في الجزائر بعيدة جدا، بما أن الدولة الجزائرية بنموذجها الحالي الذي كان اختيارا في مؤتمر طرابلس، وكرسه نظام بومدين ليستمر بعده دون تغير جوهري، وهو نموذج دولة الرعاية الإلهية التي توفر الرزق لمواطنين لا يرون أمنهم الاقتصادي خارج إطار وظيفة تضمنها الدولة وقطاعها العام. وطالما بقيت الدولة قادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية اتجاه مواطنيها، فهي في مأمن من غضب مواطنيها الفعلي وثورتهم الفعلية. والدولة الجزائرية الان وأكثر من أي وقت مضى قادرة على شراء السلم الاجتماعي، وتأجيل كل التوترات الاجتماعية بما تنفقه على موظفين لا ينتجون شيئا، وعلى شبه موظفين يحشرون في مؤسسات الدولة تحت مسمى عقود ما قبل التشغيل، وعلى مشاريع لونساج الغير اقتصادية في مجملها ....
لماذا تتحدثون عن الثورة إذن، فمن يأكل الغلة ويسب الملة منبوذ ومحتقر في عرفنا الاجتماعي، وهو غير مؤهل للقيام بثورة فعلية.


الأربعاء، أكتوبر 31، 2012

سوريا التي في خاطري


لنا كجزائريين حنين تاريخي إلى الشام، فهي الملاذ الذي آوى الأمير عبد القادر ومن معه من الجزائريين
المهزومين أمام جيش فرنسا الامبريالي، وهناك عاش أميرنا متصوفا في رحاب الشام وأهلها وجغرافيتها وروحانيتها، وهناك أسس للتسامح بين طوائف الشام، المسحيين والمسلمين حيث صار الضيف حكما بين أهل الدار. من 
بعده خلف خلف تكاثروا في البلاد وتوالدت عائلات الجزائري  المنحدرة من صلب الأمير عبد القادر ورفاقه الذين استوطنوا الشام ودفنوا في أرضها، ظلت تلك العائلات بالشام تربط وطنين باعدت بينهما الجغرافيا وانفتحت لبعضهما القلوب وامتدت بينهما روح العروبة والقومية؛ القومية التي كانت عشرية السبعينات محضنتها التاريخية وأوج انبعاثها لدينا كجزائريين وكانت سوريا البعث تنحاز لقومية عربية برؤية خاصة صاغتها إيديولوجية البعث التي تحلم بأمة عربية واحدة ذات تاريخ مجيد، رؤية لم تلتقي كثيرا مع إيديولوجية النظام الجزائري الذي وإن وقف موقفا مؤيدا للأفكار القومية غير أنه كان يسعى جاهدا لبناء الدولة القطرية التي لا ترى في الامتداد العربي الإسلامي سوى عنصر من عناصر الهوية الوطنية ذات النزعة الجزائريانية المغرقة في تأكيدها على الدولة القطرية، لكن هذا التباعد النسبي في الرؤى بين بعث سوريا وجبهة تحرير الجزائر، ومن خلفهما نظامين شديدي التفرد في قدرتهما على دولنة المجتمع وتأميمه لصالح الدولة ونظامها الحاكم الذي يشكل الحزب أداته وواجهته وصائغ أيديولوجيته، لم يباعد بين القلوب المفتوحة استقبال الأخر القريب.
  صحيح اختلفت مصائر الدولتين والنضامين بداية من نهاية الحرب الباردة وحرب الخليج الأولى، لكن ظلت الروابط بين الشعبين متينة لم تغيرها رؤى الساسة ومصائر السياسة، فقد ظلت الشام وشوارعها وأسواقها العتيقة محج التجار الجزائريين الباحثين عن منتجات أنيقة  وذات سمعة نسائية طيبة، وظلت نساء الشام حبيبات متخيلات مرتجاة، ومعشوقات تهف لهن قلوب الجزائريين الذي اكتشفوا جمال الشاميات عبر المسلسلات السورية التي غزت التلفزيون الجزائري والفضائيات العربية بداية من أواسط التسعينات، لتعيد صياغة الذوق الفني وتعمق الإحساس بالدراما كفن وكرسالة وقضية، بعد أن ابتذلته كثيرا الدراما المصرية التي تعمقت أزمتها في نفس الفترة التي بزغ فيها نجم الدراما السورية.
 لقد كانت سوريا وإلى غاية الشهور الأخيرة، قبلة القلوب والعيون الجزائرية، وقبلة العقول أيضا بالنسبة للاكادميين الجزائريين الذي كانت سوريا وجهتهم المفضلة. فهل ستبقى كذلك بعد أن ينقشع غبار الحرب الطاحنة الدائرة بين بعث سوريا ووهابيي السعودية وقطر؟؟؟

الأحد، أغسطس 26، 2012

حوار فايسبوكي حول التقدم والحرية


هي:
o   هناك نسق فكري إذا فرض على مجتمع معين قد يقوده للتقدم. سأخبرك بمقارنة بسيطة بين اليابان ونحن
o        نكتشف كيف نجحت نخبتهم في فرض نسق قسري
o        أصبح معه اليابانيون جميعا بنفس السلوك والعادة

هو:

o        الأمر غير مرتبط بالنسق القسري، كما تسمينه، تماما
o        لأننا لن ننجح في جعل الكل يسلك نفس السلوك ويتبع نفس العادة
o        الأمر فيه قولبة تعادي في جوهرها الحرية والاختلاف
o        والاهم من هذا أن مفهومك هذا معادي لقيم الفردانية
o   أي أن النسق القسري الذي تتحدثين عنه هو فكرة ما قبل حداثية تستخدمه الأنظمة الكليانية في فرض التماثل الاجتماعي الذي يضمن لها الهيمنة ويفقد الشعوب المناعة ضد الاستبداد. فهو فكرة خطيرة حين يقود نحو التماثل في السلوك والعادة كما قدمته في نموذجه الياباني، رغم انه نموذج غير مثبت تاريخيا، فاليابان غير ذلك تماما، لأن المجتمع الياباني مجتمع بدأ ينشد فردانيته بتفرد ملفت، وتلك الفردانية رغم الثقافة الشرقية المهيمنة نسبيا، هي إحدى دعائم التقدم الياباني.

هي:
o        أين يكمن نجاحهم إذن؟

هو:
o   يكمن نجاحهم الأساسي في الإيمان بقيم حداثية مثل قيمة العمل، قيمة الحرية الفردية والأخذ بالتقدم كفكرة، التقدم كانت فكرة مركزية في فكر النهضة العربية لكن تم النكوص والارتداد عنها لاحقا، خصوصا بعد نيل الدول العربية لاستقلالها، حيث استعيض عنها بفكرة التحديث الذي يركز على الجانب المادي، مع بقاء البنية الاجتماعية متخلفة وبدائية، أي رافضة للتحديث القسري الذي أرادته بعض النخب الحاكمة ( مصر، الجزائر ).

هي:
o        ومن فرض تلك القيم أو زرعها؟

هو:
o        لم تفرض.
o   إنها نتيجة عمل النخب الثقافية على مدى سنوات طويلة، مما أدى بالمجتمع إلى تشرب تلك القيم واد ارجها ضمن نسقه القيمي العام الذي تحدد السلوكات على أساسه.

هي:
o        بعد الحرب لعالمية اتبعت اليابان سياسة الانغلاق وفرضت على شعبها العمل أو الجوع.

هو:
o   نفس الأمر حدث في ألمانيا الغربية تقريبا بعد الحرب ونفسه حدث في الكثير من الدول الطالعة من إنهاك الحرب.

هي:
o        الأمر  كان اختيارا سياسيا.

هو:
o   لكن اليابان قبل الحرب العالمية الثانية كانت قوة يحسب لها حساب أي أن تلك القيم التي ساهمت في نجاح اليابان كانت موجودة في  المجتمع قبل الحرب، فتلك القيم التي بزغت منذ العهد الميجي هي التي مكنت اليابان من التطور قبل الحرب العالمية الثانية، ومن مسارعة التطور بعد الحرب، فالتسارع حالة طبيعية نتيجة التراكم الخبراتي.

هي:
o        بالضبط. هو التراكم والانتقاء.
o   هناك نظرية بيولوجية بذلك، ويمكن تطبيقها على الذات الاجتماعية أو الكيان الاجتماعي في سلم تطوره.

هو:
o        طبعا الداروينية الاجتماعية حققت نجاحات معتبرة في بعض المجتمعات.
o   لكن منع الاختلاف أو التضييق عليه ركيزة أساسية في ما تسمينه بالنسق القسري الذي هو نتيجة عمل السلطة السياسية والنخب السابحة في فلكها أي الفئات المهيمنة وخدامها من المثقفين وصناع القولبة عن طريق توجيه الرأي العام.
o   ونحن إذا أمنا بهذا التوجيه القسري للقيم أو ما تسمينه بالنسق القسري سبيلا للتقدم يعني أننا أمنا بمعاداة الحرية، وبرفض الفردانية، فهو سلاح للقولبة والتنميط في يد الفئات المهيمنة.

هي:
o   في القيم لا يوجد اختلاف كبير هل يمكن أن يوجد اثنان يختلفان حول قيمة العمل أو قيمة الصدق أو قيمة الإخلاص أو ...
o        المبدأ القيمي هو نفسه.

هو:
o        هذه قيم إنسانية.

هي:
o        بالضبط. ذلك ما قصدته بالنسق القسري.

هو:
o   ليست كل القيم إنسانية، فهناك الكثير من القيم المجتمعية التي تصبغ بصبغة المجتمع الذي تنوجد فيه وتتشكل في رحابه. أعطيك مثال عن القيم الإنسانية. قيمة الكرم. قيمة تبدو إنسانية

هي:
o        صح.

هو:
o   لكن تختلف من مجتمع لأخر، مثلا فرد أوروبي يلتقي صديق في الحافلة، أو يقطعان معا تذكرتين للميترو  لا يدفع عنه، كل واحد يدفع ثمن تذكرته. الأمر عكسه في الجزائر مثلا.

هي:
o   كنت سأخبرك بهذا فكل مجتمع يجب أن يؤسس لقيم معينة يحترم فيها الجميع ذلك، ويعمل على تطوير سلمها، هناك قيم إنسانية وقيم اجتماعية مرتبطة بمجتمع معين، فالانضباط هنا ليس نفسه في أوروبا، وتطبيق النسق القسري في إطار مجتمع معين ينمي النزوع نحو احترام القيم التي تحضى بقبول اجتماعي. ومع تطبيق النسق وفرضه يبدأ التطور الاجتماعي ويتغير مفهوم القيمة ذاتها في شكل تطوري

هو:
o   بالعكس مع تطبيقه تبدأ القولبة، وتنميط الفرد، وفتح المجال أمام الفئات المهيمنة لفرض رؤيتها للأشياء، وهذا اخطر ما يهدد الحرية الفردية وما يلحقها من حريات سياسية ودينية، وهذه القولبة لم تحدث في أوربا عصر الأنوار وما بعده، أوروبا التي نتخذها نموذجا للتقدم.


الخميس، يوليو 12، 2012

الدولة وموظفيها وسياسة الشد والجذب


الحكومة الجزائرية بسياستها الغير حكيمة تسبب الكثير من التشنجات الاجتماعية والإحساس بالغبن لدى فئات واسعة من الذين يتقاضون رواتبهم من  خزينة الدولة، فرفع الأجور بشكل غير مدروس للفئات الأكثر احتجاجا ومطلبية جعل بقية الفئات المهنية تلجأ دوما للإحتجاج من أجل تحصيل ما تراه حقا ضائعا، مقارنة بغيرها، وهذا ما خلق حالة طمع متسارعة الوتيرة لدى كل الموظفين عند الحكومة. الأساتذة والمعلمين كانوا السبب الأول في خلق هذه الحالة غير السوية، لأنهم ، رغم جبنهم وخوفهم من الدولة، استطاعوا عن طريق سلاح الإضراب والإحتجاجات رفع رواتبهم بشكل خلق إحساسا كبيرا بالغبن لدى الموظفين الآخرين، وإحساس بالحسد لدى فئات من المواطنين، بعدهم أساتذة التعليم العالي والأطباء، ثم الأسلاك العسكرية والأمنية التي استفادت من رفع الأجور دون إحتجاج، لأنها ذراع وعصا الدولة. والنتيجة لا أحد راض، لأن زيادة الأجور امتصها ارتفاع الأسعار، والضحية الأكبر في عملية الجذب والشد بين الدولة وموظفيها هو المواطن الذي ليس له دخل قار أو دخله محدود، فهو يتحمل الزيادة في الأسعار دون أن يحصل على زيادة في راتب لا يملكه أصلا. ولأن عبقرية المسؤولين الجزائريين لا تتفتق إلا لتفتك بالسلم الإجتماعي فقد كانت الرغبة في تصفية سلك الحرس البلدي بإدماج بعضهم - صغار السن وذوي الكفاءات - في الأسلاك الأمنية الأخرى، خصوصا سلك الشرطة، وإحالة بعضهم الآخر على التقاعد المسبق بمعاش مخجل، سببا في شعور البقية بالخطر، مما دفعهم نحو التحرك الجماعي، الذي كانت نتيجته المخجلة للدولة الجزائرية ما حدث مؤخرا من مشادات عنيفة بين  أعوان مكافحة الشغب وأعوان الحرس البلدي المحتجين.
          هذا التحرك خطير في دلالته، لأنه في حالة ما إذا نجح، واستطاع أعوان الحرس البلدي تحسين رواتبهم وتحقيق مطالبهم الأخرى، سيشجع أسلاك أمنية أخرى، الشرطة خاصة، على الإحتجاج لأجل تحصيل ما يرونه حقوقهم الضائعة أيضا، فغالبية أعوان الشرطة، خصوصا  الفئات الدنيا منهم يعانون من إحساس رهيب بالغبن والضيم الذي يعانونه، فهم  يعملون كثيرا في ظروف سيئة للغاية ويحصلون على رواتب زهيدة، مقارنة برواتب الأسلاك العسكرية المختلفة، أو حتى مقارنة برواتب المعلمين مثلا.
إن هذه السياسة التي تتبعها الحكومة الجزائرية فيما يتعلق بتحسين الوضع الإجتماعي لموظفيها، هي سياسة خطيرة على السلم الإجتماعي، لأنها ليست سياسة بالمعنى المتعارف عليه للسياسات الحكومية، إنما هي مجرد رد فعل على الإحتجاجات المطلبية، وشراء للسلم الإجتماعي، ولو مؤقتا، مما رسخ في ذهن المواطن الجزائري فكرة أن ما يراه حقا له لا يؤخذ إلا بالقوة، أي بالإحتجاج والإضرابات وقطع الطرق العامة، وذلك نتيجة ضعف الدولة أمام هذه الإحتجاجات واستسلامها في النهاية، رغم ما تظهره من رفض وحزم في بداية الإحتجاجات، لكن نفس المحتجين غالبا ما يكون أطول من نفس الحكومة، وبما أن هذه المطالبات الفئوية التي تتكاثر وتتزايد بشكل مطرد لدى غالبية الفئات المهنية المرتبطة أجورها بشكل مباشر بخزينة الدولة، لم تتحول لمطالب ذات صبغة سياسية واكتفت، لحد الآن بالجانب الاجتماعي للمطالب، فالنظام الجزائري لا يرى فيها خطورة على " استقراره "، وبما أن خزينة الدولة تسمح بإسكات هذه الإحتجات بزيادات في الرواتب، فهو، أي النظام الجزائري، وعن طريق الحكومة، يلجا دوما للحل السحري: الزيادة في الأجور.
ولكن هل الزيادة في الأجور هي الحل؟، وهل تستطيع الخزينة العمومية تحمل كل هذه النفقات في حالة تراجع أسعار البترول، وهو ما يحدث الآن، بشكل متسارع. لا اعتقد ذلك لأن الزيادة في الأجور لم يرافقها تحسن في المستوى المعيشي، بقدر ما رافقها زيادة في أسعار المواد الأساسية، وفي أسعار العقار، وفي أسعار الكراء وغيرها، وهذه الزيادات الرهيبة هي التي تجعل فئات واسعة من أفراد المجتمع عاجزة تماما عن العيش بكرامة، خصوصا فئات البطالين ومعدومي الدخل وذوي الدخل المحدود الذين تتراكم على كاهلهم مطالب الحياة بشكل لم يعودوا قادرين على تحمله. وبالتالي فإن الإحتجاجات ذات المطالب الإجتماعية التي استطاعت الحكومة إسكاتها بزيادة في الأجور، أي بشرائها، ستخلف احتجاجات تتجاوز المطالب الاجتماعية إلى المطالب السياسية المتعلقة بتغيير نظام عجز ويعجز باستمرار عن تحقيق العدالة الاجتماعية، لكن هذه المرة ستكون الإحتجاجات من طرف فئات لا تملك ما تفاوض عليه، أي لا يمكن شراؤها.  

السبت، أغسطس 06، 2011

البنيوية التكوينية ورواية الأطراف

يشير لوسيان غولدمان في إحدى هوامش مقالته: " مدخل إلى قضايا علم اجتماع للرواية " إلى ملاحظة في غاية الأهمية تخص مدى صلاحية الفرضيات التي بنى عليها منهجه النقدي الموسوم بالبنيوية التكوينية، وكذا المقولات الأساسية لعلم اجتماع الرواية حيث يقول: " علينا أن نشير إلى أن نطاق صلاحية هذه الفرضية يجب أن يحصر، في نظري، لأنها إذا كانت تنطبق على مصنفات ذات أهمية في تاريخ الأدب كأهمية ( ضون كيخوتة ) لصرفانتيس، و( الأحمر والأسود ) لستندال/ و ( مدام بوفاري ) و ( التربية العاطفية ) لفلوبير، فإنها لا يمكنها أن تنطبق على ( دير بارم ) لستندال إلا جزئيا جدا ولن يمكنها أن تنطبق بتاتا على نتاج بلزاك الذي يشغل مكانة بارزة في تاريخ الرواية الغربية. لكن تحاليل لوكاتش، كما هي تتيح، على ما يبدو لنا، مباشرة دراسة اجتماعية جادة للشكل الروائي "، هذه المقولة حين نظيف إليها قول جورج لوكاتش: " إنه لا توجد بين أيدينا سوى بعض الأعمال الأدبية الكبيرة كعنصر يمكن من وضع نظرية للرواية " تجعلنا نطرح سؤال مركزيا حول مدى صلاحية تلك التنظيرات الثرة التي قدمها كل من لوكاتش وغولدمان للتطبيق على روايات الأطراف أو بعبارة أخرى على الرواية الغير أوروبية، مع العلم أن كلاهما( أي لوكاتش وغولدمان ) قدما ما قدما من تنظيرات وفي ذهن كل منها الرواية الأوروبية دون سواها.

وغولدمان يشير في أكثر من موضع إلى أن تنظيراته تخص بالدرجة الأولى الرواية الأوروبية دون سواها في ارتباطها بنمط الإنتاج الرأسمالي الأوروبي، وهذا يعني من جملة ما يعنيه أن المقدمات النظرية التي صاغها، لا تنطبق تمام الانطباق – على الأقل – على الأشكال الروائية التي تشكلت في ظل شروط اقتصادية واجتماعية مغايرة لما عرفته المجتمعات الأوروبية، والأمر نفسه ينطبق على تلك المقولات النظرية التي صاغها لوكاتش حول الرواية كملحمة بورجوازية – كما ظل لوكاتش يؤكد بإلحاح – أنتجتها الطبقة البورجوازية الطامحة لتمرير مشروع سياسي واجتماعي يفرض انقلابه على القيم الإقطاعية.

أكد لوكاتش على الدور البارز الذي لعبته البورجوازية في تشكل الرواية كجنس أدبي حديث، وهو قد بنى عمله اعتمادا على مراجع فلسفية لها تأثيرها الذي لا ينكر على الفكر الأوروبي " أخذ الأطروحة العامة من هيغل، وقدم المسوغات والمبررات من صراع الطبقات الماركسي. كما أنه استفاد من الاغتراب الهيغلي (اغتراب العقل الكلي عن ذاته) بعد أن طعمه بالاغتراب الماركسي (اغتراب الإنسان عن إنتاجه) ليخرج من كل ذلك بأطروحته المشهورة بأن الرواية ليست إلا ملحمة البرجوازية التي ظهرت على مسرح التاريخ في أعقاب النهضة الأوروبية، وبالتحديد بعد الثورة الصناعية التي جعلت منها الطبقة السائدة في المجتمعات الأوروبية"، وعلى اعتبار أن البورجوازية طبقة أوروبية فرضت انتصارها عالميا بعد تمكنها من فرض قيمها على أوروبا، وحين نسلم بمقولة لوكاتش أن الرواية من خلق هذه الطبقة؛ قد يصح هذا القول على الرواية الأوروبية، ولكن ماذا عن بقية الأقطار غير الأوروبية، وعن تشكل الرواية في هذه الأقطار ومدى ارتباطها بالبورجوازية، ماذا نقول عن الطبقة البورجوازية في أقطار أخرى كاليابان مثلا الذي كان القرن العشرين فيه هو قرن البورجوازية التي استطاعت أن تقف على قدميها، وتفرض قيمها على المجتمع الياباني، رغم أن " الرواية اليابانية ما تزال حتى اليوم تعيش في أجواء بعيدة جدا عن المفاهيم والقيم البرجوازية. وهذا يعني بالضرورة أنه ليس ما قام لوكاش وأنصاره بتنظيره يصدق على كل الأقطار، على فرض التسليم بصدقه في أوروبا".

نفس الأمر ينطبق على مقولات غولدمان، مع فارق جوهري بين الاثنين وهو أن الأخير كان مدركا لهذا الأشكال المنهجي الذي قد يصاحب نقل مقولاته خارج البيئة الأوروبية التي انبنت هذه المقولات النظرية أساسا في ظلها ومن أجلها. هذا الإشكال المنهجي يتجلى في ثلاث نقاط رئيسية هي: مفهوم وطبيعة البطل الإشكالي، التناظر بين البنية الروائية والبنية الاقتصادية، والتناظر بين الوعي الفردي والوعي الجماعي. وهي المقولات الأساسية التي بنى عليها غولدمان عمله التنظيري.

الفرد الإشكالي ( وهو بطل الرواية ) حدده غولدمان، اعتمادا على مقولات لوكاتش، في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية معينة مرتبطة بانقلاب مفهوم القيم وتغلب القيم الزائفة ( قيم التبادل)، على القيم الأصلية ( قيم الاستعمال )، محددا فترة انبثاق هذا المفهوم بالفترة التي صاحب صعود البورجوازية الأوروبية، والتطورات التي صاحبت النظام الرأسمالي، ولكن الفرد الإشكالي حين ننقله – كمفهوم – من البيئة الأوروبية إلى بيئة أخرى، كالواقع العربي، أو أي واقع آخر، لا يلتقي مع الواقع والتاريخ الأوروبي إلى في نقاط معينة، نجده – أي الفرد الإشكالي – يأخذ دلالة مختلفة، لأننا، حتى حين نسلم بمحددات الفرد الإشكالي والتي تخبر عن جوهره من خلال مقولات: الرفض، الاغت010101 راب، التمرد، والبحث الذي لا ينتهي عن القيم السامية ( الأصيلة بتعبير لوكاتش )، فإنه " أي الفرد الإشكالي، لا يرتبط، منطقيا بزمن تاريخي خاص وبالغ التحديد لأنه، في دلالته العميقة، يمكن أن يكون موجودا في زمن سابق على زمن الإنتاج الرأسمالي من اجل السوق"، فالصفات التي تحدد الفرد الإشكالي يمكن العثور عليها في نماذج كثيرة وفي مجتمعات متعددة، وفي فترات تاريخية متباينة، فالفرد الإشكالي يمكن أن يرد لفئة الخاصة ( العلماء ) في التاريخ الإسلامي، أو فئة المتوحدين بتعبير ابن باجة والذين يمثلون حكماء النوع الإنساني، الذين يعيشون غربتهم ( اغترابهم) عن فئة العامة كقدر محتوم، لأنهم لا يستطيعون النزول عن سمو " العقل النظري" إلى المراتب الدنيا التي يعيش في ظلها العامة من الناس.

ومن هنا فإن الشروط التاريخية التي تنتج الفرد الإشكالي تظل مفتوحة على احتمالات لا حصر لها. لهذا ينحصر جهد غولدمان حين نرحله لبيئة أخرى غير البيئة الأوروبية في سؤال يظل مشتركا، ويحيل مباشرة إلى الرواية كجنس أدبي: لماذا تجلى الفرد الإشكالي في جنس الرواية دون غيره من الأجناس الأدبية الأخرى السابقة ؟.

وهو سؤال يمكن البحث عن إجابة له بعيدا عن التناظر الذي أقامه غولدمان بين بنية الشكل الروائي والبنية الاقتصادية للنظام الرأسمالي.

النقطة الثانية التي تثار عندما نعمل على نقل مقولات غولدمان بعيدا عن البيئة التي أنتجتها، هي قضية التناظر بين البنيتين الروائية والاقتصادية، والتي ألح عليها غولدمان بشكل مفرط في تنظيراته للبنيوية التكوينية، وهذا التناظر يطرح سؤالا مهما: هل يلغى التناظر بين البنيتين السابقتين بالشكل الذي حدده غولدمان أية إمكانية لظهور الرواية في بلد غير رأسمالي؟.

الواقع يؤكد على نفي العلاقة المفترضة بين البنية الاقتصادية والبنية الروائية، فالرواية العربية مثلا تشكلت نتيجة ظروف لا ترد جميعها للمحدد الاقتصادي، ونفس الأمر ينطبق على روايات أخرى في مناطق أخرى لم تعرف النظام الرأسمالي إلا في شكل جنيني عندما بدأت تبدع رواياتها بتأثير من واقعها الذي كانت تهمين عليه طبقات ما قبل بورجوازية في ظل نظام ما قبل رأسمالي، وهذا ما يؤكد عليه فرانكو فيراروتي في كتابه: " مفهوم الإيديولوجية عند لوسيان غولدمان " حيث يقول: " إن تكون بنية الطبقات في المجتمع ما قبل الرأسمالي يتجه بداهة إلى مصالح الخاصة، لكن هذه لا تتحقق مباشرة في الاقتصاد لأن المشاركة في الإنتاج تتحقق من خلال جهاز الدولة، أو من خلال الإيديولوجيات الدينية..أو لنقل إنها تتحقق، بشكل أساسي، من خلال البنى الفوقية والمقولات العقلية الموافقة "، وهذا ما يجعل الرواية التي أنتجت في بلدان الأطراف، وبعيدا عن المركز الرأسمالي الأوروبي، تبحث عن مرجعياتها في البنية الفوقية التي تحددها الإيديولوجيات المهيمنة، سواء إيديولوجية الدولة، أو الإيديولوجيات الدينية، أو من خلال مقولات الحداثة الاجتماعية التي بدأت في العالم العربي مثلا تسفر عن وجهها بداية من القرن التاسع عشر، دون أن تجد طبقة قادرة على حملها والدفاع عنها.

وغير بعيد عن فكرة التناظر التي كلف بها غولدمان، حين نساءل رواية الأطراف عن طبيعة التناظر الموجود بين الوعي الفردي والوعي الجماعي، نجدنا أمام إجابة مغايرة لما حدده غولدمان، تنفي دور الطبقات الاجتماعية في خلق العمل الروائي ومن قبله في خلق الرواية كجنس أدبي، بقدر ما تؤكد على دور القيم والأفكار الحداثية في خلق جنس الرواية، فالرواية العربية مثلها مثل روايات المجتمعات الرأسمالية الطرفية لا تحيل " على المثقفين، من حيث هم أفراد أو مقولة اجتماعية منغلقة على ذاتها، إنما على مقولات فكرية تلاءم الجنس الروائي وتوافقه، مثل المتعدّد والمتبدّل والمتحولّ، أي على مقولات الحداثة الاجتماعية في أشكالها المختلفة، التي دعا إليها ودافع عنها نسق طويل من المثقفين "، هذه المقولات التي أوجدت الرواية كإنجاز حداثي في مجتمع لم ينجز حداثته في المجال السياسي والاقتصادي واكتفى بتمثل بعض مقولات الحداثة على المستوى الفكري فقط.

هذه مجموعة عوائق منهجية تعترض أي باحث وهو يحاول تطبيق المنهج الغولدماني على الرواية غير الأوروبية، وربما هذا هو السبب الرئيس الذي جعل الكثير من النقاد العرب الذين يعلنون تبنيهم للمنهج البنيوي التكويني في تحليلاتهم ودراساتهم، يكتفون باستلهام المبادئ العامة للبنيوية التكوينية، دون مباشرة تطبيق مقولاتها النظرية على الواقع الروائي العربي، حيث نجد في مثل تلك المحاولات ثراء نظري في مقابل بؤس تطبيقي، وحيث تصير الرواية مجرد تعلة وذريعة لإثبات صحة المنهج.

الثلاثاء، ديسمبر 28، 2010

رسائل إلى آية: (1) رسالة النسيان

يا عزيزتي للنسيانالنسيان فضائل، أهمها واجلها أنه يمكننا من تخطي حالة الجنون التي نكاد نصلها بفعل فقد عزيز أو خيانة حبيب.

هذا ليس نسيان إنما تناس، فكثيرا ما نعجز عن النسيان وتؤرقنا ذاكرة الصوت الذي يسكننا كلما حاولنا نسيانه.

أنا في حياتي حكاية .. حقيقة ... هم ووهم... أسطورة اسمها آية لا يصدق بوجودها في هذا العالم غيري أحاول نسيانها ونسيان مكرها ولؤمها وشيطانيتها الخبيثة أو البريئة لم اعد أردي.

وكلما حاولت فعل ذلك؛ أي حاولت أن أنسى، أجدني عاجزا عن ذلك، لهذا نسامح ولا ننسى. نسامح من وجعنا من آلمنا كثيرا سواء قصد ذلك أم لم يقصد نسامحه رغم انه قد لا يستحق حتى السماح، نفعل ذلك فقط لأننا نحبه بعمق ولا نستطيع أن نحقد عليه رغم كل الخراب الذي تركه في الروح التي آمنت به يوما.

نسامحه كما سامحت أنا كثيرا ... تلك التي لم تكن تستحق أن أسامحها منذ البداية .. منذ أول كذبة.

يا عزيزتي الآن بعد أن تجاوزت الهوس بالصوت الذي يأتيني هاتفا ضاحكا أو باكيا أو معاتبا... الآن أدرك كم كنا أغبياء أنا وقلبي وعقلي حين صدقنا جميعا ما لا يصدق حين صدقنا بوجود امرأة مكمولة البياض ومجمولة الصفات وملائكية القلب والجسد .... يااااه، يا ذلك الغباء الذي اخجل منه الآن.

تلك الآية يا عزيزتي آيتي أنا وحدي التي لم ينزلها الله لغيري من العالمين صدقتها وآمنت بها فقادتني لمشارف الجنون وبطهرها المزعوم أفقدتني طهري وصدقي وثقتي بكل المشايّات... هل تذكرين حكاية المشّايات وحكاية لو لنت لغيرك لما وصلت إليك ... وهل تذكرين حديث اللهو ليلا مع شخص غير مؤدب زعمت بنزعتك التطهرية المقيتة انه شقيقك ... هل تذكرين حكاية شروق ابنة أختك البريئة التي لوثتي اسمها حين وظفته في حكاية آثمة مع اعز صديق...أكيد لا تذكرين رغم أن الذكرى تقلتلني أنا الذي يسعى للنسيان ...

عزيزتي منذ سنة حققت حلما كان مشتركا بيننا... حققته وحدي ولم أكن أدري أن تحقيقه سيكون نهاية لكل ما يربطني بك كأنك كنت حلما حين تحقق فقد كل بريقه وجاذبيته ... هل كنت حلما أم وهما... أم أن جمالك المزعوم الذي طالما كان مصدر فخرك وشعرك الأصفر الطويل الذي تتباهين به على نساء العالمين كان كابوسا التف حول عنقي في قيلولة صيف لم أتعود على أخذها، فاستقضت مفزوعا منه معتقدا أنني هربت من ضيق التنفس الذي سببه لي لأكتشف لاحقا بعد أيام وشهور وسنوات مرت على أول كلمة سمعتها منك أتتني منذرة بالخراب عبر الهاتف: ألو كريم. في تلك الراء التي تنطقينها مشددة فتثير رغبة في الضحك حين نسمعها أول مرة قبل أن نتعود عليها ونحبها، لأكتشف انك كابوس دائم الحضور وحلم لا يتحقق إلا هنيهات في لحظات صفاء لم تكن كثيرة بيننا، تذكرين حديثا كان بيننا ذا شجون، عن عيون سماوية أفقدتني راحة بالي، عن التماعات العقل في ح ضرة الحنين ... عن حبات الكرز الفرنسية المبهرة الجمال والتي لا طعم لها ...عن أول عيد قضيته هناك ... وهناك في فرنسا التي صار يعجبك الانتماء إليها لم تجد سوى حطام فرحة تكسرت في الطريق قبل أن تبلغ قلبك ... هل تذكرين حديثا كان بيننا ذات صباح عن ابن خلدون وعن سليمان الأشقر الذي عرفته عن طريقك كوني لا أقرا كتب رجال الدين، وبعد ذلك اكتشف انه ضليع في كتب السحر والشعوذة... السحر... لا شيء آخر أفسر به انشدادي لك بتلك الطريقة، بذلك الوله المنقطع النظير، بتلك الاستسلامية والتسليم الذي أبديه معك كما لم أبديه مع غيرك، بكل ذلك الضعف الذي أحسه معك ويخجلني من ذاتي، هل لأنني أحببتك كما لم يحب رجل امرأة، وبكيتك حين خسرتك كما لا يبكي الرجال ... أتساءل كثيرا من أنت بالنسبة لي أتساءل بقول أرسطو لما هو سئل: من هو الصديق؟. فأجاب: إنسان هو أنت إلا انه بالشخص غيرك!... فهل كنت أنت أنا في شغفك وفي خياناتك أيضا ... فانا بقدر ما أحببتك بقدر ما خنتك وبقدر ما صارحتك بخياناتي لك بعد الذي كان بيننا... صارحتك بخياناتي بعدد المرات التي أنكرت أنت فيها خياناتك ... هل خنتني حقا؟! كان يهمني جدا أن اعرف الإجابة عن هكذا سؤال جارح وقاتل ... الآن لم يعد يهم بعد أن ارتحلت أنت وحبك وأيام الوله والبله التي عشتها أسيرا لحب كان قدره أن لا يكتمل، بعد أن رحلت إلى تلافيف الذاكرة المتعبة بك، فآيتي التي لم ينزلها الله لغيري من العالمين صارت شيء من الماضي مضى وانقضى دون أن استطيع نسيانه لحد الآن.

هل قدر الحب الذي عشناه وهما جميلا وجارحا لكلينا أن يكون عابر سبيل لا يعرف مقصده .... مثل الريح تماما لا تترك الأشياء من خلفها على حالها؟؟؟

الخميس، ديسمبر 23، 2010

يا بلميلود لا تقل للشمعة أف

قراءة أولية في رواية جلدة الظل عبد الرزاق بوكبة

في وجداني حكايةبوكبة ... لابد أن احكيها ... عن حياتك التعيسة؟ ( الرواية، ص 11 )

هي نفسها الحك اية التعيسة التي يرويها لنا عبد الرزاق بوكبة في روايته " جلدة الظل من قال للشمعة أف؟ "، حكاية مؤسطرة، حميمية، ومغرقة في السلاسة، حكاية تاريخ متخيل لقرية لا تعرف تاريخها، هي قرية أولاد جحيش مسقط رأس بوكبة ومرتع أشجان بلميلود، في هذه الرواية يحكي بلميلود ويستمع بوكبة وكأننا في أحدى حلقات الحكواتي حيث توالي الأحداث ينسج حبكة الرواية، والرواية تستحضر في طياتها شخصيات لا تنقصها الأسطرة لتجعل منها محور أحداث الرواية ومن قبلها أحداث القرية، القريتين، قرية أولاد جحيش وقرية أعلى الجبل، بين القريتين تاريخ طويل من العداء ورغبة كل طرف في إفناء الآخر.

تنبني أحداث الرواية على ش خصيتين محورتين؛ الجازية ودياب، وبوكبة حين ينقل هاتين الشخصيتين من فضائهما الأسطوري الذي انوجدتا فيه وعبره ترسختا في المخيال الشعبي الجزائري، وفي الكثير من الأعمال الإبداعية الجزائرية السابقة على جلدة ظل، إنما يستعير رمزية الشخصيتين فقط بعيدا عن حقيقتهما التاريخية وملامحهما النفسية والمورفولوجية، وهو يفعل ذلك كذريعة فنية ليكتب تاريخا أسطوريا لقريته اتكاءا على حكاية حبهما الطفولية والمحزنة.

في قرية أولاد جحيش التي تأسست على حقيقة / أسطورة الجد الأول المؤسس الحسن بن جحيش الذي لم يبق منه سوى مصحفه الشريف الذي كتبه بخط يده وحضوره المتكرر في منامات كبراء وزعما القرية للتنديد وتصحيح التجاوزات التي تحدث ضد ذريته؛ في هذه القرية تنسج حكايات هامشية وتدور صراعات حادة وغير معلنة بين زعماء القرية، صراعات مبعثها الزعامة وسيادة القرية، خصوصا بين العاقل حلفانة (والد الجازية الذي اسود وجهه يوم بشر بأن مولوده أنثى ) وبين العاقل عصمان الذي ينافس الأول حول الزعامة.

هذا الصراع الذي ذهب ضحيته ذياب أولا ومن بعده الجازية، الذين اتهما بالجنون وربط كل واحد منهما لجدع شجرة في العراء.

والصراع داخل القرية ما هو إلا الوجه الأول للصراعات التي انبنت عليها الرواية، الوجه الثاني الأبرز للصراع كان سعي قرية أعلى الجبل لإفناء قرية أولاد جحيش.

إن هذه الرواية حين نقرؤها برؤية سوسيولوجية نجد أنها انبت أساسا على قيم صراعية بين أبطالها فمن الصراع المعلن بين القريتين، إلى الصراع الخفي بين عقلاء القرية على الزعامة، إلى صراجلدة الظلعات غير ظاهرة بشكل جلي كالصراع غير المعلن عنه بين الحواس ودياب على حب الجازية، هذا الصراع الأخير الذي لم يظهر إلى بعد نكبة دياب والجازية واتهامهما بالجنون، واختفاء دياب المريب بعد فترة من ربطه / سجنه؛ الغياب الذي أيقض رغبة الحواس في الجازية وجعله يتساءل: هل كانت ستحبني لو لم يكن دياب موجودا؟.

بالإضافة إلى هذا نجد صراعات أخرى بوسائل غير صراعية هدفها الأساسي هو إعادة ترتيب العلاقة بين طرفي الصراع وفق قواعد جديدة، كمال هو الحال في علاقة العاقل فلحانة بزوجته سعدية التي ترى فيه سببا لحرمانها من حقها في الأمومة، وهو نفس الصراع الذي نجده بين واعز بن كلمان زعيم قرية أعلى الجبل مع زوجته واشية التي لم تجد فيه الرجل الذي انتظرته في الفراش، لأنه يشتهي أير الرجل أكثر مما تشتهيه هي. هذا النوع الأخير من الصراع والذي انوجد أساسا بسبب الرغبة الجنسية والسبل الممكنة لإشباعها، انتهى بارتماء الزوجتين في أحضان رجال آخرين؛ سعيدة في أحضان عصمان، وواشية في أحضان دياب.

نهاية الرواية ظلت مفتوحة وكل الأحداث التي نسجتها مخيلة الكاتب ظلت معلقة في الهواء تنظر الجزء الثاني الذي اختار له بوكبة عنوان " محيض الزيتونة: من قال للشمعة أح، والذي لم يصدر بعد

جلدة الظل رواية ممتعة امتلك كاتبها لغة حميمية تقربها من نفس وعقل القارئ ، كما أنها مساهمة جادة وواعية لربط المتخيل السردي بالمكان بشكل قلما نجده في المتن الروائي الجزائري المكتوب بالعربية.

السبت، أكتوبر 16، 2010

غوتة ضد الاستعدلاء

غوتة ليس م220px-Johann_Wolfgang_Goethe_1779جرد فنان ومبدع ألماني، إنه أيضا اسم للتقارب بين الشرق والغرب.

ديوانه " الديوان الشرقي الغربي " صار عنوانا لتقارب تريده ألمانيا مع العالم العربي الإسلامي، وحين اختارت اسم غوتة للمعهد الذي يؤسس لحوار ثقافي مع الشرق كانت الحكومة الألمانية موفقة في الاختيار فوحده غوتة الذي ندرسه بمحبة وإعجاب لا ينضبان يستحق أن يكون جسر تواصل ومحبة بيننا، لأنه حمل روحا إنسانية شفافة قاربت جوهر الإنسان دون عقدة استعدلاء، ودون النظر بعين الريبة للآخر المختلف والهمجي في التصور الغربي حول الإنسان الشرقي والمسلم تحديدا، حين نقول غوتة، نقول  أيضا صرحا شامخا من الإبداع، نقول آلام فيرثر ونقول ملحمة فاوست ونقول شتيلا والمرثيات الرومانية، ونقول أيضا قصة حب متفردة نقرؤها بخشوع المتعبدين جمعته بشارلوتة فون شتاين، قصة حب لم تكن قصة رغبة متوهجة وآهات وأنات فوق سرير ملتهب بقدر ما كانت تلك الشارلوتة المتزوجة من احد نبلاء فايمار تمثل لغوتة روح الأنثى في مطلقيته، فهي الأم والأخت والحبيبة، كل في واحد هو ما مثلته شارلوتة لغوتة، لهذا ظل حبهما الذي خلدته الرسائل المتبادلة بينهما خالدا ومعبرا على علاقة مشتبكة وملتبسة ومنفلتة من التحديد تحضر فيها كل المشاعر الإنسانية دفعة واحدة.

غوتة الذي نستحضره اليوم وكل يوم، يحضر بكل تسامحه وبكل بحثه المضني عن إيجاد سبل ممكنة للتعايش بين الغرب المسيحي والشرق المسلم، بحضر كشوكة في عيون الداعين لصدام الحضارات أولئك الحاملين لنبوءات النهايات والمابعديات الذي يغتالون بكتاباتهم التسامح والمحبة التي حملتها الديانات السماوية، فغوتة المسيحي المعجب بالإسلام يظل عند المسلمين رمزا وشاهدا على أن الشرق حين نراه على حقيقته بعيدا عن تنميطات المستشرقين وكتابات المدرسة الكوللونيالية هو شرق جميل منفتح ومتسامح وقادر على أن يلتقي مع الغرب بعيدا عن إرث الدم الدائم الحضور بينهما لأجل مستقبل أفضل للبشرية.

الثلاثاء، أكتوبر 12، 2010

هل تعلمين كيف أريدك ؟

هل تعلمين كيف أريدك ؟

أريدك امرأة تكون لي... في ليلة البرد

كمعطف الشتاء

تلف تضاريس رجولتي كمJFN46116ا تفعل السماء

تطوقني بدفئها ...

أريدك امرأة تكون لي... في غرفتي

مخدة وغطاء

و مصباح سرير أرى به الأشياء

وساعة تعلمني في كل مرة كم مضى من الحب

أريدك كتابا لا يمل ...متعة في الأول و الآخر سواء

أريدك امرأة تسكنني و تسكن مدينتي و كل فضاء

أراها في كل منظر و شارع و بناية و فناء

أريدك بالأحرى امرأة في كل مكان كالظل ... بل كالهواء

 

ضائع في مملكة النساء.

الأحد، أكتوبر 03، 2010

ماذا أقرأ

تليقت دعوة من الزميل حمأمة اقرأود عصام للإجابة على أسئلة وصلته وتتعلق بالقراءة، ماذا أقرا هو موضوع الدعوة وبدوري أرسلها إلى أربعة مدونين.

ما هي كتب الطفولة التي بقيت عالقة في ذاكرتك؟

ألف ليلة وليلة، انبهرت بها كثيرا وكنت أقرؤها سرا وأخبؤها بعد أن انتهي منها حتى لا تقع في يد إخوتي ويطلعوا على ما فيها من مقاطع جنسية فاضحة، وإلى حد الآن أحفظ مقاطع كثيرة من الليالي وحكاياتها بتفاصيلها، فقد قرأتها أكثر من مرة.

من أهم الكتاب الذين قرأت لهم؟

نجيب محفوظ وطه حسين كانا البداية، ثم الطاهر وطار ورشيد بوجدرة قرأت كل رواياتهم تقريبا، وبعدها أخذني تخصصي الأكاديمي وصرت اقرأ كتب علم الاجتماع والفلسفة كثيرا، غير أن أهم كتابين قرأتهم في السنوات الأخيرة كانا كتاب انثلجانسيا أم مثقفون في الجزائر للراحل عمار بلحسن، ورواية ليون الإفريقي لأمين معلوف التي تمنيت لو تتاح لي الفرصة لتحويلها لفيلم سينمائي

من هو الكاتب الذي قررت أن لا تقرأ له مجددا؟

إذا أدرجنا المدونين في فئة الكتاب سأقول المدون طاهر الصوفاني والمدون عادل حجازي، أما إذا كان السؤال يخص كتاب ينشرون ورقيا فالكاتب الذي لن أقرا له مجددا هو الروائي الجزائري في صل الأحمر الذي أجده متطفلا على مجال الرواية رغم أنه باحث ومترجم جيد وذكي في اختيار ترجماته خصوصا، لكن كروائي فلا يستحق الوقت الذي نضيعه في قراءة رواياته.

من هو الكاتب الذي لم تقرأ له أبدا وتتمنى قراءة كتبه؟

طارق رمضان، حفيد حسن البنا والباحث في شؤون الإسلام الغربي إن صحت التسمية، قرأت حوارا معه في مجلة وتمنيت أن أقرا كتبه لأعرف فكره أكثر.

ما هي قائمة كتبك المفضلة؟

ليون الإفريقي وسمرقند لأمين معلوف، وكتاب النصوص المحرمة لأبي نواس، وكتاب الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرازق

الكتب التي تقرؤها حاليا؟

البنيوية التكوينية والنقد الأدبي للوسيان غولدمان ومجموعة من المؤلفين وكتاب بم يفكر الأدب لبيير ماشيري

إرسال الدعوة إلى أربع مدونين:

عادل سعيد

قادة الزاوي

القمرية بسمة

عرباوي

conter