غالبية أساتذة الجامعة لا يؤمنون بالعلم والمعرفة، غالبيتهم قادمون من أصول ريفية ومن عائلات ذات وضع اجتماعي متدني، لهذا فهم يرون في العلم والشهادة التي يأتي بها وسيلة للترقية الاجتماعية، وسيلة للعيش الرغيد ولسفر على حساب الحكومة تحت ذريعة المنح العلمية، الشهادة المؤهلة لمنصب أستاذ بالجامعة الجزائرية ما هي في الغالب إلا وسيلة لتعويض سنوات طويلة من المعاناة، له
ذا بمجرد ما ينالون الدكثوراه التي تفتح لهم باب الترقية الوظيفية على مصراعيها، ينشغلون بتعزيز وضعهم الاجتماعي، وبما أن العلم الذي يأتي بعد الدكثوراه لن يضيف الكثير للراتب في ظل توفر طرق أكثر راحة وسرعة لزيادة الدخل بدونه، فهم يرون، ببراغماتية، أنه لا داعي للتعب المجاني، فهم فخورون جدا بصفة الأستاذ الجامعي التي تجلب لهم محترمية تبعث الغبطة في نفوسهم وشهادة الدكثوراه التي تضمن لهم دخلا شهريا مريحا كانت، أو ربما صارت بعد الحصول عليها، مجرد وسيلة لبلوغ هذا الوضع، لهذا لا تستغرب من موتهم العلمي بمجرد مناقشتهم لرسالة الدكثوراه. فقلة قليلة جدا منهم تبقى مهمومة بالفكر والإبداع، وتلك هي القلة التي تعاني، غالبا، في مؤسساتنا الجامعية من التهميش والحقرة.
ردود على "عن الأستاذ الجامعي الذي لم يعد إسمو غاني وجيبو خالي"
أترك تعليقا