الأحد، سبتمبر 01، 2013

جاذبية الحايك؟

بتاريخ 8:42 م بواسطة عمار بن طوبال



ظل الحايك، لزمن طويل، شاهدا على الفصل بين المجالات، مجال النساء ومجال الرجال، وأداة لذلك الفصل حين يحدث التداخل الاضطراري والاختلاط بين الجنسين، إنه يحفظ للمرأة جسدها من أن يكونا نهبا لعيون رجال من غير الحريم، ويضع حدا لتطلعات الرجال في الفضاء العام ( الزقاق، السوق، وأماكن الاختلاط الأخرى )، ولأنه يخبر عما تحته في زمن كان جسد المرأة فيه خيالا لا يطال بسهولة إلا في مناسبات معينة كالأعراس أو مواسم الجني ( جني الزيتون في المناطق الجبلية، وموسم الحصاد في المناطق السهبية )، فهو يغري بالسعي لامتلاك النعومة التي تحته، وغالبا ما يحدث ذلك وفق ما يرضي عرف المجتمع؛ أي بالزواج، الذي لا سبيل غيره لبلوغ ما تحت الحايك بشكل شرعي. وهنا مكمن جاذبيته، وسر كونه علامة أنثوية توحي، وتثير حالات الانجذاب رغم تصميمه الأصم الذي يخفي تقاسيم الأنوثة بشكل متقن وفعال، لكنها، أي تلك الأنوثة، لا تمنح إلا وفق عرف وعادة تحضى بالرضى الاجتماعي.
كل ذلك كان في زمن لم تنكسر فيه العلاقات بعد ولم تلتبس القيم الناظمة لتلك العلاقات، القيم التي تحدد وبصفة حدية ما للرجال وما للنساء، قيم تحضى بقبول لا يناقش. أما الآن فالعلاقات تغيرت والقيم اهتزت رغم عنادها ضد التغيير، وهذا ما يجعل جميل الماضي ينظر إليه الآن بعيون تكشف فيه القبح والاستعباد، لأنه جمال وجد لغير زماننا ونحن نستعيده بحنين أسيان لعلمنا المسبق أننا فقط نستدعيه تخيلا وفنتازيا وغرائبية لها قدم التاريخ وحنين الذاكرة.

1 تعليق على "جاذبية الحايك؟"

أترك تعليقا

conter