الجمعة، يونيو 12، 2009
شذرات الوجع
الذي يسكن السماء
يتجلى أكثر رحمة
في سلوكات الآخرين

الآخرون ليسوا
هم الجحيم
فقط هم باب
تنفتح على جهنم

كم كنت مغفلا
حين اعتقدت أن حبك
وحده سيقودني للفرح
لقد تبعته مؤمنا به
فأوصلني لحافة الانهيار

فقط حين أخلو لوسادتي ليلا
أتذكر أوجاعي
واستحضر كل الخسائر
التي منيت بها
في طريقي إلى شواطئ عينيك

كانت امرأة بلا ملامح
أحببتها
فخانتني
فانتزعتها من روحي
فقتلتني

كان يحلم
بخبز أبيض
وامرأة يأوي إليها
ليلا
لكنه يصحو دوما
ليذهب إلى المقهى
ويتكأ على حائط أصم
دامع القلب

كان صديق طفولتي
صار نجما وغنيا
وصرت محبطا بلا أفق
والفرق بيننا
له القدم
ولي القلم

فقط بعد ذلك الحادث
أدركت أن الموت
يأتي دوما
في صورة امرأة تتعرى للريح

ليست كل النساء مثلك
وحدك من انغرست
كالرمح في القلب

كوني سرا
لا يعلمه سواي
وسما وترياقا
لا يتجرعه سواي

الماضي لم يكن
أمسا عشناه
أنه الغد الذي يترصدنا
ليسرق كل طموحات اليوم

تاريخنا لم نقرأ منه
سوى لحظات مضيئة
تتجلى كنجمات في ليل حالك

حزين حتى الموت
لهذا اكتب بعيدا عن القلب
عن شؤون تشغل العقل
وتغيّب نبضات القلب الموجوع

أعوام العمر القصير
قضيتها بحثا عن وطن
يسكنني
بعيدا عن الأرض التي اسكنها
كم هو موجع سؤال الوطن

كان أكتوبر حلما
شاهدته على شاشة التلفزيون
كطفل ينبهر بمشهد الأطفال
وهم يغرقون المدينة بالصخب
وبعد سنوات
عايشته كابوسا
تسكنه الجثث المتناثرة

5 تعليق على "شذرات الوجع"
فقط بعد ذلك الحادث
أدركت أن الموت
يأتي دوما
في صورة امرأة تتعرى للريح
***
الريح هو ذلك المخلوق العظيم
الذي يأخذ من أعماقنا كل شيء دون استثناء
بعد أن يهدأ نكتشف أنه ترك أثرا ما لبداية جديدة
***
اخترت هذه الشذرة لأن الريح كثيرا ما يلهمني
وان كان كثيرا من الناس لا تحب الريح وتلعنه أحيانا
إلا أنني أعشقه لأن في ظاهره تعب وفي كنهه شيء من التغيير والتجدد..
***
هذه الشذرات أفقدتني توازني وأشعرتني في نفس الوقت بشفافية قلمك ..وجه آخر لقلمك لم نكن ندركه حق الادراك ..
صديقي عمار : إذا كان الشعور بالاحباط من حين لآخر سيجعلنا نستمتع بهذه الشاعرية فما أجمله من ملل واحباط ..
لقد رأيت خلف السطور شيئا من الطفولة ومن الحب
ومن الروحانية ومن الانكسار ومن الأمل ولكن الابداع هو القاسم المشترك ..
كن بخير
تحياتي الخالصة
زبيدة
عزيزتي زبيدة
للريح قدرة التغلغل في الاعماق
رغم انه عادة لا يلامس سوى ظاهر الجسد
ولكن كما قلت انت ياتي حاملا للتغيير
وللزوابع احيانا التي تعمي الابصار
وحين نفتح اعيننا بعد زوال مايأتي به الريح
نجد بعض من هندسة الواقع امامنا قد تغيرت ولو جزئيا
لهذا فالريح برمزيته قادر على تغييرنا من الداخل
وتغير العالم من حولنا
هكذا يكون الموت
موت من نحب تحديدا
عزيزتي
بمدونة مكتوب اخترت ان تكون هذه الشذرات آخر ما انشر
لا ادري ان كنت ساعود للتدوين ام لا
ولكن الآن اعلم اني انني سأتوقف
تحياتي الخالصة
الرفيق كاريموف
............. هل تريد ان تزعلني بتوقفك ؟؟؟؟؟
لا تتوقف يا رجل ........ و لا تحمل نفسك ما لاقدرة عليها........... يجب ان تعلم ان العواصف تكسر العود الضعيف ...... وليس الرقيق ........ العود الرقيق يزداد صلابة بصلابة العواصف ........انسى يا راجل .........انت لست متلي ....... انت مدون و تعرف كواليس التدوين ......... اما انا فالتدوين بالنسبة لي عالم غريب ...... لا اقدر على الجري فيه ........ ببساطة لانني احب العمل على الارض ....من عمليات تخريبية و ثورات
ولكن انت
لك القدرة على العمل في اجواء النت
البطل الشيوعي الاسطوري خرتيتوف
الرفيق ديميتري
يا عزيزي هي حالة اتت هكذا
ممكن ظروف جعلتني اتخذ هكذا
لا داعي لاعداء القوة الزائدة
كلنا نشعر بالضعف والاحباط في لحظات معينة
واذا قررنا المواصلة في نفس الطريق سوف نسيء الى انفسنا
ربما هي اجازة طويلة فقط
فالتدوين عالم غريب ومغري
ولكن صدقني ديميتري
الآن علي الرحيل من مكتوب
ربما ساظل انشر بعض المقالات هنا
لان هذه المدونة ليست للتفاعل انما للنشر فقط
وربما ساشارك ببعض التعليقات على مدونات الاخرين بمكتوب
ولكن ليس اكثر من هنا
اشكر نبل مشاعرك
من القلب يا ديميتري اشكرك
كن بخير يا ادميرال
بعد ذلك الريح...
اكتشفت أن مآتم البجع
تتأخر سنة كاملة عن الشغف..
في صورة رجل لولبي الذاكرة
شحيح السقوط للأعلى
يأتيني كل صقيع
ليمارس الشتاء
جنون لا آخرة له
و أنا أجمع الندم الاخير
و أعيد تعليبه ليصلح
هدية فراق في رأس السنة
يا صديقي هل كل من يحمل لقب بن طوبال، فوضوي الحواس،عابر سبيل كالريح تماما؟
متعة سلبت الروح و انا اقرأ هذا النموذج من الهايكو.
أسماء مطر
شاعرة و روائية/قسنطينة
أترك تعليقا