هل لنا أن نتمنى عاما أفضل..بعبارة اصح، عاما أقل سوءا على العالم العربي والإسلامي الغارق في الخيبات والهزائم والهوان. قبل أن يستهلك عام إلفين وثمانية أيامه الأخيرة، هاهي إسرائيل ترتكب مجزرة في حق أهل غزة، أمام أعين العالم بأكمله. ونحن كعرب ليس لدينا سوى التنديد بالفعل الشنيع والمنافي للأعراف الدولية، لأننا في النهاية لا نملك غير القول، فقد طلقنا الفعل بالثلاث منذ سنين غابرة. وصرنا نكتفي فقد برفع الصوت بالخطب العصماء التي لم تقتل دبابة كما قال نزار قباني ذات لحظة وجع.
قبل زمن طويل حين كانت الأحلام كبيرة والوعود بنصر آت تسكن الوجدان كتب نزار قباني للأطفال العرب الصغار:
فليذكر الصغار
العرب الصغار حيث يوجدون
من ولدوا منهم ومن سيولدون
ما قيمة التراب
لان في انتظارهم
معركة التراب
ولكن الأطفال العرب كبروا وانهزموا مثلما انهزم الآباء، وخسروا معركة التراب وضيعوا الكرامة الباقية، حملوا خيباتهم في عيونهم، ونسوا أحلامهم المجهضة ونسوا أنهم عرب.
فهل نحن عرب يا درويش؟
من له النخوة العربية وبقية من الأحلام ليكتب:
سجِّلْ!
أنا عربي
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ
ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ
أمامَ بلاطِ أعتابك
عرب ألفين وثمانية هم امة مهند، أمة الأحزان والهزائم المتكررة، امة تفتخر بالحذاء وتصبغ عليه صفات قدسية بعد أن شلت كل الأيادي عن رد العدوان، ووجعت كل أسلحة العسكر نحو صدور أبناء الوطن، أمة تدوس فيها نعال العسكر رقاب المواطنين في الشوارع والساحات العامة وفي الزنزانات المفتوحة لكل من يفرض التسبيح بخصال الزعيم المفدى ملهم الأمة وكاشف الغمة وصاحب الهمة؟؟
جل الدول العربية في سنة ألفين وثمانية لم تحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان، لان بلادي الجميلة والمتخلفة والمنكوبة تعتبر حقوق الإنسان بدعة غربية؟، وتعتبر الديمقراطية اعتداء على القرآن، وتعتبر حرية التعبير تجديفا في حق السماء وهرطقة متروكة فقط للزنادقة، وللشعراء الملعونين والمنذورين للإعدام.
فهل نحن عرب يا نزار؟
لنستطيع الحلم ببلاد لا تفرض فيها الضرائب على كمية الهواء التي نستنشقها، لنعيش ونحلم ببلاد:
لها برلمانٌ من الياسمين.
وشعبٌ رقيق من الياسمين.
تنام حمائمها فوق رأسي.
وتبكي مآذنها في عيوني.
أحاول رسم بلادٍ تكون صديقة شعري.
ولا تتدخل بيني وبين ظنوني.
ولا يتجول فيها العساكر فوق جبيني
فهل نحن عرب يا شاهين؟
حتى نستطيع التنديد بالفوضى([*]) وبقمع الأنظمة التي تسيّج قصورها بجثث الأطفال الأبرياء، وتهزمنا وتسير بنا في طريق مليئة بالخيبات والنكسات، وأي فوضى يا ابن الإسكندرية أكبر من أن يحكمنا شيوخ وسلاطين وعسكر يورثوننا لابناءهم كالجواري والعبيد.
عرب عام ألفين وثمانية يودعون عامهم هذا في شهرهم هذا بمئات الضحايا وملايين المقهورين، المهزومين والمحزونين
فكل عام وبقايا العرب بخير.
هي فوضى آخر أفلام الراحل يوسف شاهين.[*] قبل زمن طويل حين كانت الأحلام كبيرة والوعود بنصر آت تسكن الوجدان كتب نزار قباني للأطفال العرب الصغار:
فليذكر الصغار
العرب الصغار حيث يوجدون
من ولدوا منهم ومن سيولدون
ما قيمة التراب
لان في انتظارهم
معركة التراب
ولكن الأطفال العرب كبروا وانهزموا مثلما انهزم الآباء، وخسروا معركة التراب وضيعوا الكرامة الباقية، حملوا خيباتهم في عيونهم، ونسوا أحلامهم المجهضة ونسوا أنهم عرب.
فهل نحن عرب يا درويش؟
من له النخوة العربية وبقية من الأحلام ليكتب:
سجِّلْ!
أنا عربي
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ
ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ
أمامَ بلاطِ أعتابك
عرب ألفين وثمانية هم امة مهند، أمة الأحزان والهزائم المتكررة، امة تفتخر بالحذاء وتصبغ عليه صفات قدسية بعد أن شلت كل الأيادي عن رد العدوان، ووجعت كل أسلحة العسكر نحو صدور أبناء الوطن، أمة تدوس فيها نعال العسكر رقاب المواطنين في الشوارع والساحات العامة وفي الزنزانات المفتوحة لكل من يفرض التسبيح بخصال الزعيم المفدى ملهم الأمة وكاشف الغمة وصاحب الهمة؟؟
جل الدول العربية في سنة ألفين وثمانية لم تحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان، لان بلادي الجميلة والمتخلفة والمنكوبة تعتبر حقوق الإنسان بدعة غربية؟، وتعتبر الديمقراطية اعتداء على القرآن، وتعتبر حرية التعبير تجديفا في حق السماء وهرطقة متروكة فقط للزنادقة، وللشعراء الملعونين والمنذورين للإعدام.
فهل نحن عرب يا نزار؟
لنستطيع الحلم ببلاد لا تفرض فيها الضرائب على كمية الهواء التي نستنشقها، لنعيش ونحلم ببلاد:
لها برلمانٌ من الياسمين.
وشعبٌ رقيق من الياسمين.
تنام حمائمها فوق رأسي.
وتبكي مآذنها في عيوني.
أحاول رسم بلادٍ تكون صديقة شعري.
ولا تتدخل بيني وبين ظنوني.
ولا يتجول فيها العساكر فوق جبيني
فهل نحن عرب يا شاهين؟
حتى نستطيع التنديد بالفوضى([*]) وبقمع الأنظمة التي تسيّج قصورها بجثث الأطفال الأبرياء، وتهزمنا وتسير بنا في طريق مليئة بالخيبات والنكسات، وأي فوضى يا ابن الإسكندرية أكبر من أن يحكمنا شيوخ وسلاطين وعسكر يورثوننا لابناءهم كالجواري والعبيد.
عرب عام ألفين وثمانية يودعون عامهم هذا في شهرهم هذا بمئات الضحايا وملايين المقهورين، المهزومين والمحزونين
فكل عام وبقايا العرب بخير.