
لهذا
أقول إن الثورة في الجزائر بعيدة جدا، بما أن الدولة الجزائرية بنموذجها الحالي الذي
كان اختيارا في مؤتمر طرابلس، وكرسه نظام بومدين ليستمر بعده دون تغير جوهري، وهو نموذج
دولة الرعاية الإلهية التي توفر الرزق لمواطنين لا يرون أمنهم الاقتصادي خارج إطار
وظيفة تضمنها الدولة وقطاعها العام. وطالما بقيت الدولة قادرة على الوفاء بالتزاماتها
المالية اتجاه مواطنيها، فهي في مأمن من غضب مواطنيها الفعلي وثورتهم الفعلية.
والدولة الجزائرية الان وأكثر من أي وقت مضى قادرة على شراء السلم الاجتماعي، وتأجيل
كل التوترات الاجتماعية بما تنفقه على موظفين لا ينتجون شيئا، وعلى شبه موظفين
يحشرون في مؤسسات الدولة تحت مسمى عقود ما قبل التشغيل، وعلى مشاريع لونساج الغير
اقتصادية في مجملها ....
لماذا
تتحدثون عن الثورة إذن، فمن يأكل الغلة ويسب الملة منبوذ ومحتقر في عرفنا
الاجتماعي، وهو غير مؤهل للقيام بثورة فعلية.