الأربعاء، أبريل 01، 2009

الحق في الاختلاف

بتاريخ 1:25 ص بواسطة عمار بن طوبال

أزمة المثقف الرئيسية انه يرى نفسه مؤهلا للحديث باسم الجماعة، بسبب كونه الأقدر على تجريد الأمور والنظر بعقلانية للأشياء، وصياغة الرموز الاجتماعية واللغوية التي يعبر من خلالها عن ضمير هذه الجماعة.
ولكنه نتيجة إيمانه بهذا الدور الرسولي يقع في مطب التعصب للرأي في كثير من الأحيان ويرى نفسه صاحب الحق المطلق والناطق باسم الحقيقة.
لقد ولى الزمان الذي كان المثقف يتولى مهمة توصيل الحقيقة للناس لأنه الآن لم يعد يعرفها أكثر منهم، إنما صار مجرد صاحب رأي ضمن مجموعة أراء لا تكاد تنتهي حول نفس القضية.
لهذا نحن مطالبون الآن وسبب تمييع المعلومة والمعرفة وجعلها مشاعة بين كل الناس سواء كانوا متعلمين أو أميين بالتواضع قليلا وفتح المجال أمام الاختلاف وتقبل كل الآراء ومناقشتها كراء نسبية لا كيقينيات ثابتة ولا تحتمل النقد أو النقض.فالكتاب والناث والتلفزيون والإذاعة والشارع والمسجد كلها تقدم معارف ومعلومات يستطيع الإنسان، مثقفا أم متعلما أم أميا أن يستفيد منها في تكوين رأي خاص حول القضايا التي تهم الفرد والجماعة والإنسانية لهذا فالتعصب للرأي لم يعد مبررا والاختلاف وتقبل الاختلاف هو المبدأ الذي يجنبا الدخول في صراعات وحروب دونكشوتية وعبثية لأجل الدفاع على رأي أو مبدأ يحتمل الصواب بمقدار ما يحتمل الخطأ.

ردود على "الحق في الاختلاف"

أترك تعليقا

conter