الخميس، يناير 01، 2009

نحو رفض ومقاومة داخلية

بتاريخ 1:54 ص بواسطة عمار بن طوبال

هل حان الوقت الآن لتحرك شعبي حقيقي من قبل الشعوب العربية، ليس للتنديد بما يحدث في غزة فقط، ولكن لمباشرة فعل حقيقي يغير الوضع القائم في المنطقة بأكملها من خلال العمل على زعزعة الانظمة القائمة وزحزحتها من اماكنها لفسح المجال امام نخب سياسية تؤمن بخيارات الأمة وتجوهاتها نحو تكريس المقاومة كطريقة وحيدة لتجاوز حالة الهوان والاحباط والخزي التي نعيشها.
كلنا نتفق على ان الحكومات العربية والانظمة العربية فاسدة ومستبدة ومتأمرة بالفعل أو بالصمت بسبب ما هي عليه الآن من تخاذل ومن استبداد بمقدرات الأمة، كلنا نعرف أن تلك الأنظمة هي المسؤولة عن خيباتنا وعن هزائمنا، وهي المسؤولة عن الدم الفلسطيني الذي يسيل أمام أعيننا دون ان نستطيع فعل شيء.
اسرائيل والانظمة العربية وامريكا لا يهمهم التننديد والمظاهرات ولوائح الشجب التي ترفع في كل مكان. فصراخنا جميعا يذهب ادراج الرياح، بما انه لا يغير من الأمر الواقع شيئا لقد اتضح بما لا يدع اي مجال للشك مدى مولات الأنظمة العربية للاعداء على حساب مصير ومستقبل الشعوب العربية، في العراق وفي فلسطين وفي سوريا وهي تتعرض لتهديدات أمريكية وفي لبنان، وفي السودان وفي ليبيا وهي تحت الحضر الدولي.
كل دولة عربية أرادت ان تقول لا لأمريكا وإسرائيل وللدول التي تريد استنزاف ثرواتنا فقط وجدت نفسها وحيدة وتخلى عنها العرب جميعا ليتركوها لمصيرها المحتوم.
التاريخ لن ينس أبدا أن دولا عربية ساهمت في تحطيم العراق سواء في حرب بداية التسعينات
حين شاركت جيوش عربية الى جانب الحلفاء بحجة تحرير الكويت، او اثناء الغزو الامريكي للعراق الذي انطلق من دول عربية مجاورة للعراق ، ايضا الا
نظمة العربية تآمرت ضد حزب الله بحجة انه حزب عميل لإيران رغم ان كل الشعوب العربية كانت ترى في حسن نصر الله بطلا مجاهدا ومقاوما استطاع ان يرد الصفعة صفعتين للجيش الاسرائيلي الذي صفع كل العرب في سنة 1967.
إن الظروف التي نعيشها بفعل العدوان الاسرائيلي على غزة تتيح لنا جميعا ، لكل الشعوب العربية فرصة لدق المسامير الاخيرة في نعش تلك الانظمة الهرمة والمتعفنة والتي لا تزال تتحكم فينا وتهيننا وتتخلى عن قضايانا المصيرية لأجل حسابات سلطوية ضيقة.
إن فورة الغضب، الذي نحيسه جميعا، ورغبتنا في فعل شيء ما جدي وفعال لاستعادة كرامة الامة المهدورة، يمكننا توجيهها نحو الداخل، لإصلاح البيت العربي الداخلي وتخلصيه من الطفيليات التي نمت واستحكمت في مفاصله كلها ، يمكن للغضب العربي العارم ان يطيح بهذه الانظمة العربية الفاسدة والمستبدة.
إن ما دفعني لكتابة هذا المقال هو تعليق بسيط في كلماته عميق في مدلولاته من مدون سعودي هو الاخ عبيد خلف العنزي والتعليق كما هو:
في 27,ديسمبر,2008 - 10:22 مساءً, عبيد خلف العنزي كتبها ...
ـــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم

ايها المسلمون جميعا .. أعلن امامكم وامام الله تعالى انني أخلع بيعة عبدالله بن عبد العزيز آل سعود ملك السعودية فما يحدث لا يرضي الله تعالى بدون شك وأيضا لا يقبله
إلا شخص ليس فيه نخوة الرجال ولا شرف العرب ورجل مثل هذا لا يليق ان نطيعه او نبايعه
كن رجلا يا عبدالله بن عبدالعزيز يامن تحكم ارضا خرج منها دين الله تعالى
لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وما يحدث في فلسطين لا يرضي الله ولا يرضي عباده
ولا طاعة لأي قائد عربي مالم يردع اليهود ويجعلهم يدفعون ثمن هذه الفلعة وافعالهم السابقة دما زعافا من حلوقهم
كيف يهنى لقادة العرب العيش دون ان يصفع الكيان اليهودي ؟
حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل
المفجوع دامي القلب .. عبيد خلف العنزي
ــــــــــــــــــــــــــ
إنه انقلاب من مواطن بسيط يرفض ان يظل محكوما من رجل ( نظام ) متخاذل يبيع شرف الأمة دفاعا من مصالحه الشخصية والفئوية وهو حال كل الانظمة العربية حاليا. أن يخلع مواطن سعودي بيعة آل سعود وملك آل سعود ( أمير المؤمنين ) فهذا فعل له دلالة عميقة، يترجم درجة الإحباط التي بلغها المواطن العربي ودرجة اليأس التي تسيطر عليه، وتترجم مقدار الخيبة والخجل الذي يحسه كل منا، وهو يدرك أن من يتولى أموره إنسان لا يستحق، وغير مؤهل لذلك.
إن من يسكت على قتل اخواننا ويتآمر على دول عربية اخرى بحجج واهية لايكون إلا خائنا للأمة وجب تنحيته، وفسح المجال أمام الوطنين الذين يؤمنون بقدرة الغنسان العربي على تجاوز التخلف وعلى الحفاظ على كرامته، لحكم هذه الامة المنكو
بة في حكامها
الانظمة العربية لم تترك لنا شيئا نحمدها عليه ونتمنى لها البقاء لأجله، فقمع الحريات وغلق المجال السياسي في وجه القوى القوى الوطنية، وفشل تلك الانظمة الذريع في تسيير شؤون الدولة والمجتمع، وحالة التخلف المهين التي نعيشها، والاستهتار بمصير الشعوب العربية من خلال تهميش مشاركتها في صياغة السياسات العامة للدولة
وتحويل أنظمة الحكم الجمهورية ألى ملكيات يرث فيها الإبن أباه، بالإضافة للإعتماد الكلي لهذه الانظمة على القمع لإخضاع كل الأصوات المنادية بالتغيير الحقيقي والفعال والذي يصب في خدمة واقع خير أمة اخرجت.
كل هذه الأسباب وغيرها كثير يجعل منا متواطئيين ومتخاذلين أذا سكتنا على كل ما حدث وما يحدث، وبما ان جل الانكسارات التي نعيشها ترجع لسبب رئيسي واحد هو الانظمة العربية، فالحل لا يكون سوى بزوال هذه الانظمة المتعفنة، ففي بلاد العرب هناك الكثير من النخب السياسية الملتصقة بطموحات وتطلعات الامة، والقادرة على تسيير الدولة والمجتمع بشكل يجعل منا فخورين بكوننا عرب، فلماذا نسمح للمختاذلين والفاشلين بحكمنا؟!.









ردود على "نحو رفض ومقاومة داخلية"

أترك تعليقا

conter